أرفض أن أصغر… فقد وُلدت لأُدهش الحياة…!
"لست رقماً في عداد البشرية. " "في كل ضعف قوة… ما دام الله هو السند."

بقلم: راضي غربي العنزي”كاتب سعودي”
دائماً انظر لنفسك كشخص يستحق كل الخير، كل الاحترام، وكل الرفاهية التي تعينك على العيش بكرامة. لا تكن عابرًا في قصتك، ولا متسولًا لفتة تقدير من أحد. أنت بطل وجودك، لا دورًا ثانوياً يسقط من المشهد عند أول أزمة. الله خلقك مكرماً، ورفع قدرك منذ اللحظة الأولى. قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾، وهذا التكريم ليس عبارة شعرية، بل مبدأ إلهياً يُؤسّس لاستحقاقك كل خير.
المشكلة ليست فيما تستحقه واقعاً، بل فيما تقنع به نفسك. إن رأيت نفسك صغيرة، ستصير الأشياء حولك أكبر مما هي عليه. وإن رأيت نفسك عظيماً، ستتسع لك الحياة ولو حاولت مضايقتك. قال النبي ﷺ: “احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز”، وكأنما يذكرك بأن الخير حقك الطبيعي، فخذه ولا تتردد.
نحن نبالغ في الاعتذار عن طموحاتنا، نخجل من أحلامنا، ونخشى أن نمشي بثقة أمام آخرين ينتظرون سقوطنا ليرتاحوا. لا تلتفت لمن يحب أن يرى العبقرية منكسرة. عش كما لو أنك تعلم أن الله معك، وأنه يسوقك بلطفه وأقداره نحو ما تستحق.
اسمح لي أن أقصّ عليك حكاية شاب يشبه الكثيرين. بدر، شاب بسيط نشأ في منزل متواضع. كانت المعوّقات تلاحقه، والكلمات المحبطة تحاصره: لن تصل، كن مثل الآخرين، ارضَ بالقليل. لكنه خان هذه التوقعات، درس وتعلّم وعمل. فشل مرة، مرّتين، وثالثة، ثم نهض. آمن أن ما يريده ليس رفاهية، بل حقّ مكتوب باسمه. واليوم يقود مشروعاً ناجحاً يوظّف الآخرين. وحين يسألونه عن سر ذلك، يقول ببساطة: آمنت بأن الله سيعطيني ما أستحقه، لا ما ظنّه الناس بي.
كم من بدر حبيس داخلنا؟ كم من نجاح ينتظر أن نعترف به قبل أن يتحقق؟ احترم نفسك أمام نفسك، فلا قيمة لاحترام الناس إن سقط احترامك الذاتي. سامح ماضيك واعبُر. لا تمنح الأحداث القديمة حق السيطرة على حياتك الحالية. من حقك أن تُحب وتُكرم. من حقك أن تعيش السعة لا الضيق. من حقك أن تُفضّل نفسك دون ذنب ولا خجل. الله يريدك مطمئناً، يريدك قوياً، يريدك ثابتاً أمام رياح الأيام.
وكلما اعتقدت بأن استحقاقك ضخم، تكاثرت الأبواب التي تفتح لك. وكلما ظننت أنك لا تستحق، أهلكك الشحّ النفسي قبل شحّ الدنيا. قل: اللهم يسّر لي الخير، فأنت بهذا تخبر الله أنك مؤمن بأنه كريم سيعطيك لأنك أهل بعنايته ورحمته.
الحياة ليست اختبار تواضع مبالغ فيه. لن تمشي معتذراً لأنك موجود. ارفع رأسك. أنت إنسان له مكان في هذه الأرض وله رسالة. لست رقماً في عداد البشرية. أنت روح أراد الله لها أن تنمو وتعلو. وكما يقول الحكماء: من رضِي دون حقّه، نسي حجم نعمته.
قلها بقلب لا يخاف: أنا أستحق الحياة التي تليق بروحي. أستحق أن أتقدم دون أن أستأذن أحداً. أستحق النجاح الذي أعمل من أجله، والفرح الذي تعب قلبي للوصول إليه. لست نسخة باهتة من أحد، أنا أنا، وأنا كافٍ جداً.
انظر لنفسك كشجرة تشق صخرة لتصل للضوء. لا تطلب إذناً للنمو. امض لأن النمو حقّك. تنفس لأن الهواء كتب لك. وامضِ لأن الطريق ينتظرك. وإذا ثقلت خطواتك، تذكّر أنك خليفة في الأرض، ولا يليق بالخليفة أن يمشي منكسراً.
ابتسم… فأنت تستحق أجمل الأقدار.
● وابتسم أيضا … فهناك من يحبك ويكتب لأجلك ..وليضئ الآخرين ..!
*الهيئة العامة لتنظيم الاعلام الداخلي 497438
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
Radi1444@hotmail.com



