عِشْ يا وطنَ العزِّ تُعانق الجوزاءَ
بقلم / الشيخ سعد سعيد آل مشني
في كلِّ عامٍ يشرق يومُنا الوطني، يومُ تاريخٍ ومجدٍ وكيان، عنوانُه هذا العام “عِزُّنَا بِطَبْعِنَا”؛ إيقونةُ فخرٍ وعنوانُ ولاء.
عِزُّنَا بالله جلَّ في علاه، وبرسولِه المصطفى صلواتُ الله وسلامُه عليه، وعِزُّنَا بدينٍ هو نورُ الحقِّ والهداية، وعِزُّنَا بوطنٍ هو مهبطُ الوحي، وقِبلةُ المسلمين، ومنطلقُ الرسالة.
عِزُّنَا بحُكَّامِنا من آل سعود الميامين، ملوكِ الحكمة والسخاء والعدالة، وعِزُّنَا بشعبٍ وفيٍّ أصيلٍ في انتمائه وولائه للوطن والقيادة؛ قيمٌ تتوارثُها الأجيالُ وتخلِّدها صفحاتُ التاريخ.
طبعُنا عِزٌّ وشموخٌ وإباءٌ بلا كِبرٍ، وكرمٌ وجودٌ بلا مَنٍّ ولا رياء، وعهدٌ ووفاءٌ بلا كذبٍ ولا خديعةٍ ولا جفاء؛ قيمٌ نفخر بها ونفاخر بها الأمم.
الوطنُ كلمةُ فخرٍ ينطق بها اللسان، ويعشقُها القلب، ويخطُّها التاريخ.
الوطنُ تاجٌ على مَفْرِقِ كلِّ مواطن، وبصمةُ عزٍّ على صدرِ كلِّ من حمل اسمه، حبٌّ وولاءٌ وفخرٌ وانتماءٌ بمقدساته وأرضه وترابه وهوائه ومائه وشمسه وقمره وسحابه.
أحملُ اسمَه الكريم أينما رحلتُ في البرِّ والبحرِ والجو، أفخرُ وأفاخر به.
كيف لا؟! والسعوديةُ وطني، أرضُ الوحي ومنطلقُ الرسالة، وقبلةُ المسلمين، ومأوى أفئدتهم، فيها المسجدُ الحرام ومسجدُ وقبرُ رسولِ الله عليه الصلاة والسلام، إليهما تشدُّ الرِّحالُ ويأمن فيهما الخائفُ ويطمئنُّ الوجل.
هذا الوطنُ –السعوديةُ العظمى– أنموذجٌ يُحتذى، ووطنٌ يُقتدى: حكومةٌ وشعبًا، أُلْفةٌ وتألفٌ، حبٌّ وتعاطف، رخاءٌ وسخاء، أمنٌ وأمان، تلاحمٌ وتراحم.
صقرُ الجزيرةِ الملكُ عبد العزيز –طيَّب الله ثراه– وحَّدها على كتاب الله وسنة رسوله، وجمع شتاتها بعد فرقة، وألف بين قلوبها بعد تناحرٍ وجهلٍ وفقرٍ وظلام، حتى صارت جسدًا واحدًا.
وأبناؤه الملوكُ البررة من بعده صنعوا مجدَها، ورفعوا مكانتَها، وأعلَوا شأنَها حتى غدت –ولله الحمد– من أوائل دول العلم والحضارة والصناعة والتجارة والإدارة والمهارة والتعليم والتنظيم والخدمة والعطاء والكرم والإباء.
مكانتُها عاليةٌ بين الأمم، ورمزٌ للقيم، خيرُ دليلٍ على ذلك أنَّها من دول العشرين الكبار، أدارت اجتماعاتِها العالميةَ بحكمةٍ واقتدار، وجدارةٍ ومهارة، وتصدَّرت في وقتٍ عجزت فيه أعظمُ دول العالم عما قامت به –بفضل الله– وبجهود أبنائها المخلصين وحكومتِها الرشيدة، وبقيادة الملك سلمان الحكيم وسمو ولي عهده الأمين.
عِشْ يا وطنَ العزِّ والإباء، تُعانق الجوزاءَ تقدُّمًا وعطاءً، وحدةً ووفاءً، سخاءً وأمنًا وأمانًا، في ظلِّ قيادتِك الحكيمة وشعبِك الوفيّ، يتجدَّد اللقاءُ بيومك الوطني كلَّ عامٍ بنورك الوضّاء واسمك الكريم، يومُ الوحدة والعطاء والحبِّ والوفاء والانتماء والتلاحم.
عِشْ يا وطنَ المجدِ رمزًا للأمم، عالي الهمم، مكانُك في أعلى القمم، يرفرفُ علمُك الخفَّاقُ فوق كلِّ أرضٍ وتحت كلِّ سماءٍ بكلمة التوحيد الخالدة والأعمال الرائدة.
وطني وطنُ العزِّ والإباء، قيادةٌ تبني وتُعلي البناء، وشعبٌ مخلصٌ بالحبِّ والوفاء.
عِشْ يا وطني تُعانق الجوزاء.
محبُّ الوطن والقيادة