أينما زُرعت فأزهِر !

بقلم / ماجد الغامدي
في عالمٍ يزدحمُ بالتقلبات، وتشتدُ فيه رياحُ التغيير، تظلُ هذه المقولة نبراسًا لكل قلبٍ وارفٍ ، فهي دعوة لأن تكونَ مصدرَ إشراقٍ أينما حللت، أن تصنعَ من كلِ أرضٍ قاحلةٍ بستانًا يفيضُ بالحياة ، ومن كل زاويةٍ مظلمةٍ نافذةً للضوء.
الحياةُ لا تمنحُنا دائمًا ما نريد، لكنها تمنحنا دائمًا ما نستطيع أن نصنع منه معنى فمن يزهرُ أينما زُرع، هو من يختارُ أن يفتحَ قلبَه للشمس، وأن يمدَّ جذورَه في عمقِ الأملِ مهما كانت الرياحُ عاتيةً ،فالسعادةُ ليست هبةً تنتظرها، بل بذرةٌ تغرسها في قلبك كلَ صباح، لتثمرَ ابتسامةً ، أو لحظةَ امتنانٍ ، أو فعلَ خيرٍ صغيرٍ و أثرٍ تتركه في نفوس الآخرين.
عندما تمنحُ من وقتك ،وتعطي من جهدك ، أو من أدنى الفضل أن تنطقَ كلمةً طيبة، فتزرعُ في قلوب الناسِ حدائقَ من الأمل فالعطاء هو لغة الأرواح الراقية، وهو الطريق الذي يجعل من الأرض أكثر خضرةً، والقلوب أزهى نورًا.
الإزهارُ الحقيقي هو أن تكونَ بلسمًا لجراحِ الآخرين، أن تزرعَ بسمةً على شفاهِ البؤساء، وأن تربّتَ على أكتافِ المكلومين لتقول لهم بتضامنك: “لست وحدك”. فالمواساةُ وإن رأاها البعضُ كلماتٍ عابرةٍ فهي دفءٌ يذيبُ صقيعَ الألم ، ونورٌ يبددُ عتمةَ الحزنِ ، فمن يزهرُ حيثما و أينما زُرع ، يختارُ أن يكونَ ظلًا وارفًا في قيظِ الهموم، وأن يهبَ قلبَه مأوىً لكلِ قلبٍ منكسر.
أن تُزهرَ فلا بُد من أن تكونَ ذا فألٍ حسن بنظرتك الإيجابية فالإقبال ُالباسم سيمنحُك القدرةَ على تحويلِ الرمادِ إلى دفء ، والظلامِ إلى فجرٍ جديد ، فترى في كل عثرةٍ درسًا، وفي كلِ محنةٍ وكُربةٍ منحةً وبركةً وفي كلِ غروبٍ وعدًا بشروق أجمل.
الإيجابية فعلٌ متجذرٌ في الإرادة ، والتغيير للأفضل يبدأ من قرار أن تكون أنت البذرة التي تنبت خيرًا، أن تكون أنت النسيم الذي ينعشُ الأرواح، أن تكون أنت الضوءَ الذي يبددُ العُتمةَ ، فالمكان لا يصنع الإنسان، بل الإنسانُ هو من يصنع المكان بروحه وسلوكه و طَيفِه.
@majed_abushams


