كتاب واصل

زيارة تاريخية… تتّسع لأفق وطن وتطلّعات أمة

عبدالناصر بن علي الكرت

كانت الزيارة الأخيرة لسمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة الأمريكية حدثاً استثنائياً بكل المقاييس، ليس لما صاحبها من مظاهر الاحتفاء الكبير فحسب .. بل لما حملته من رسائل عميقة تؤكد مكانة المملكة العربية السعودية وريادتها المتنامية على الساحة الدولية. فقد جاء الاستقبال الرسمي الحافل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليجسّد ما تتمتع به المملكة من وزن سياسي واقتصادي يجعلها محوراً مهماً في رسم ملامح الاستقرار الإقليمي والعالمي.

وقد بدا جلياً -من خلال تفاعل الشارع السعودي والمهتمين في المنطقة- أن المملكة تمضي بثقة راسخة نحو تعزيز حضورها الدولي مستندة إلى حكمة قيادتها وحنكة سمو ولي العهد الأمين، الذي نجح في أن يضع المملكة في دائرة اهتمام العالم من خلال سياسته المتوازنة وإدارته الدقيقة لملفات المنطقة. حيث يتحدث المتابعون وغيرهم عن نتائج هذه الزيارة التاريخية وما حملته من مؤشرات على قوة الدبلوماسية السعودية التي باتت تُقرّب وجهات النظر، وتعمل على بناء مساحات مشتركة بين القوى الدولية.

كما لفت أنظار الجميع ما أبداه سمو ولي العهد من لباقة وهدوء وثقة عالية أثناء لقاءاته الإعلامية، حين تحدث بمنطق راسخ ورؤية واضحة واضعاً مصالح الوطن في صدارة كل حديث، مبيّناً أسس الشراكات القائمة مع الولايات المتحدة بما يخدم مسارات التنمية والتحول الاقتصادي في المملكة. حيث جاءت كلماته تحمل عمقاً سياسياً واقتصادياً يعكس وعياً استراتيجياً ورؤية تمتد إلى ما وراء اللحظة.

ومن بين زوايا الزيارة التي حظيت بتقدير واسع، ما تضمنه جدول الأعمال من اجتماعات ومباحثات نوعية شملت ملفات استراتيجية تتعلق بالاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والدفاع…. فقد عمل سموه على تعزيز الروابط السعودية الأمريكية عبر فتح آفاق جديدة للشراكات الحيوية التي سيكون لها أثر ملموس على مسيرة التنمية في المملكة، وعلى المساهمة في ترسيخ السلم الإقليمي والدولي.

كما لم تغب عن المشهد القضايا العربية وعلى رأسها الملف السوداني، إذ حظي موقف سمو ولي العهد تجاه ضرورة التدخل لحلحلة الأزمة هناك بإشادة واسعة من السعوديين والسودانيين والعرب عموماً لما يعكسه هذا التوجّه من اهتمام صادق بهموم الأمة وحرصٍ على استقرارها، وتأكيدٍ على الدور القيادي للمملكة في خدمة القضايا العربية ودعم مسارات السلام.

والواقع أن هذه الزيارة لم تكن مجرّد محطة بروتوكولية عابرة بل صفحة جديدة في سجل السياسة السعودية الحديثة، صفحة كتبت بلغة الحكمة والرؤية والتأثير..تؤكد أن المملكة بقيادتها الطموحة وبثقلها الدولي، تسير بخطى واثقة نحو مستقبل تتسع آفاقه بقدر ما تتسع طموحاتها، مستقبل تصنعه العقول التي تؤمن بأن الريادة مسؤولية وأن الاستقرار رسالة، وأن خدمة الإنسان -أينما كان- هي جوهر السياسة التي تبني ولا تهدم وتقرّب ولا تفرّق وترفع شأن الوطن بين الأمم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى