علي المشعل من مطاعم البرغر إلى قمة MBC كفاح يحرق الشاشات
✍️ راضي غربي العنزي – محقق صحفي سعودي
في زاوية بعيدة من العالم البعيد كان علي المشعل يقلب شرائح اللحم على صفيح ساخن وفي رأسه يقلب حلمًا أكبر من أي مطعم أو قارة. كان يتساءل هل سأبقى مجرد بائع برغر أم سأصبح الصوت الذي يلمس الملايين؟ هذه القصة ليست عن بطل خارق بل عن شاب يشبه أبناءنا من طبقة متوسطة بجيوب محدودة وأحلام أكبر من ميزانية المطعم ذاته.
○هجرة الأحلام… لا هجرة الهروب
غادر المملكة إلى إمىيكا ليدرس الإعلام. لم يكن طالبًا مدللاً في الجامعة بل كان يغسل الصحون يعد البرغر يتحمل نظرات الزبائن وفي قلبه أمل لا يلين. يقول لعالمه الداخلي «إذا صار عندكم حلم… لا ترموه في الدرج! خلوه يمشي معكم ولو إلى آخر الدنيا.» ورغم صعوبة الطريق كان يحفظ في قلبه آية:
> وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ [البقرة: 155] ليصبر ويعرف أن البشرى قادمة بعد كل تعب.
لحظة التحول: اكتشافه من قبل MBC
قبل أن يصبح علي المشعل اسماً مألوفاً لاحظ موظف شاب من قسم اكتشاف المواهب بالقناة تقريرًا قصيرًا له على إحدى القنوات الطلابية. شغفه جرأته وطموحه كانت واضحة في كل كلمة كل حركة كل ضحكة. كانت هذه اللحظة نقطة الانطلاق التي نقلته من مطعم صغير إلى شاشة MBC ليصبح لاحقًا صوتًا عالميًا يُستمع له باحترام.
○العودة إلى الوطن… بداية الانطلاق
عاد علي بشهادة وإصرار. لم يركع أمام الفرص بل جعلها تصطف لتخدم حلمه. على الشاشة أصبح مذيعًا ومبدع محتوى ومحاورًا يصنع الفكرة وراء الخبر ويمشي تقريره إلى القلوب
قبل العيون.
ومن حكمة النبي ﷺ التي تعانقه:
> واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب فقد كان النصر حليفه والفرج صديقه في كل مساء على الشاشة.
○فلسفة علي المشعل للشباب
حين تلتقي الأجيال اليوم بـ«قدوات مصنوعة بالفلاتر» يظهر علي ليقول «البرغر الذي عملتُ به تغذّى من تجربتي وخلفيتي وأنت؟ ماذا تغذّي به حلمك؟» رسالته واضحة: «العمل الشريف وسيلة لا هوية… والهوية تُكتب بما تصنع أنت». ويستشهد بالحكماء: «ليس الفقير من لا يملك المال… الفقير من لا يملك حلمًا يكافح لأجله» — سقراط
○المفارقة الساخرة
الذي كان يُنادي بالأرقام في المطعم أصبح يُنادى في المؤتمرات العالمية. الذي كان يقف خلف شباك الطلبات تقف خلفه الآن كاميرات العالم. الذي كان يضع قفازات لحماية يده من الزيت يضع الآن سماعة أذن لحماية صوته. الحياة لديها حس فكاهي ممتاز توظّف أصغر المواقف لتصنع أكبر النجاحات.
○الدروس المستخلصة
السعودية لا تنقصها مواهب بل تحتاج إلى إرادة تقول للجيل: اصنع مستقبلك ولو تلطخت يداك. القمة لا تحتاج وساطة بل تحتاج شخصًا لا يعتذر عن حلمه. والاستهانة بالوظائف الصغيرة هي أول خطوة نحو تضاؤل النفس.
خاتمة مؤثرة …!
رحلة علي المشعل من مطاعم البرغر في أمريكا إلى قمة MBC هي أكثر من قصة نجاح إنها درس في الصبر والإصرار والإبداع. أرى أن هذه الرحلة تحمل في طياتها رسالة لكل شاب وفتاة: لا تقللوا من قيمة البداية المتواضعة ولا تستهينوا بالوظائف الصغيرة فكل لحظة تعب وكل ابتسامة صبر هي وقود الحلم الحقيقي. في مسيرة علي يلتقي السخرية بالرقة والتحدي بالجمال والجهد بالثقة بالله لتتحول كل عقبة إلى فرصة وكل شكوى إلى قصة نجاح يُستمد منها الإلهام. إن النجاح لا يُقاس بما تملك بل بما تصنعه من نفسك ومن أحلامك وأن الطريق إلى القمة يمر أحياناً عبر أصغر التفاصيل وأكثرها بساطة.

*الهيئة العامة لتنظيم الاعلام الداخلي 497438
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
