” في حوار خاص “جمعية الرواد تكشف كواليس العمل في إدارة الكوارث وتوجه رسالة للمجتمع
الطائف – واصل – إعداد وحوار : عامر الحارثي – متابعة : فيحان الجليم – إشراف عام : د / سعود العضياني :
في عالمٍ تتسارع فيه الأحداث، وتزداد فيه التحديات المناخية والإنسانية، تظهر الحاجة إلى جهات متخصصة تملك المهارة، وتتحرك عند الطوارئ بثقة وكفاءة.
ومن هنا جاءت جمعية الرواد لإدارة الأزمات والكوارث والدعم، كجمعية سعودية غير ربحية، مرخصة رسميًا، تضم خبراء ومتخصصين ومتطوعين، يعملون جنبًا إلى جنب مع الجهات الرسمية في مواجهة الأخطار، والتدخل عند الكوارث، ورفع الوعي المجتمعي قبل وقوعها.
تهدف الجمعية إلى بناء مجتمع واعٍ ومُستعد، وتقديم الدعم في أصعب الظروف، من خلال خدمات الإغاثة، والبحث والإنقاذ، والدعم اللوجستي، والإسعافات الأولية، وبرامج التدريب والتمكين.
واليوم نسلّط الضوء على هذه الجمعية الوطنية الرائدة، لننقل لكم تفاصيل عن جهودها، ورسالتها، والتحديات التي تواجهها، والدور العظيم الذي تقوم به في ميدان لا يعرف التهاون أو التراخي.
⸻
محاور الحوار
من نحن؟
1. عرفونا أكثر عن جمعية الرواد، متى تأسست؟ وما أبرز أهدافها؟
يقول رئيس الجمعية الأستاذ رائد الخديدي:
“جمعية الرواد هي جمعية أهلية غير ربحية، مرخصة من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وتعمل تحت إشراف مباشر من وزارة الداخلية. تأسست عام 2024، وتعنى بإدارة الأزمات والكوارث، وتقديم الدعم الصحي واللوجستي. وتهدف الجمعية إلى التخفيف من آثار الكوارث، ورفع مستوى الجاهزية المجتمعية، من خلال التدخل الإغاثي السريع وتنمية القدرات الوطنية المتخصصة”.
2. ما الذي يميز الجمعية عن غيرها من الكيانات العاملة في نفس المجال؟
“تميزنا يكمن في دمج العمل التطوعي المهني بالتنسيق المؤسسي مع الجهات الرسمية، وامتلاكنا فرقًا متخصصة في الإسعاف، والإنقاذ، والدعم النفسي، والخدمات اللوجستية، إلى جانب برامج تدريبية ترفع جاهزية الأفراد والمجتمع”.
⸻
التجارب والميدان
3. ما أبرز الكوارث أو الأزمات التي شاركتم فيها ميدانيًا؟
“رغم حداثة التأسيس، شاركنا في عدة حالات طارئة أبرزها السيول المفاجئة في الطائف، حيث قدمنا الدعم الإغاثي والإسعافي وساهمنا في العثور على مفقودين. كما شاركنا في فرضيات وتمارين تحاكي الكوارث ضمن خطط الاستعداد المبكر”.
4. كيف يتم التنسيق مع الجهات الرسمية مثل الدفاع المدني والهلال الأحمر؟
“نحن نعمل ضمن منظومة وطنية متكاملة، ونمتلك قنوات تواصل مباشرة مع الدفاع المدني والهلال الأحمر والجهات ذات العلاقة. خطة الطوارئ الموحدة بيننا تضمن سرعة الاستجابة وتوزيع الأدوار بفعالية”.
” التحديات والفرص ”
5. ما أبرز الصعوبات التي تواجهكم؟
“أبرز التحديات هي محدودية الموارد المالية، وقلة التجهيزات الميدانية، إلى جانب الحاجة لمتطوعين مدربين بدوام جزئي أو دائم. كما نواجه تحديًا في ترسيخ ثقافة الاستعداد المجتمعي”.
6. هل لديكم خطط جاهزة للتعامل مع الكوارث الموسمية؟
“نعم، لدينا خطة طوارئ موسمية بالتعاون مع الجهات المختصة، تشمل التدخل في السيول والحرائق والانهيارات، وتتضمن فرق تدخل سريع، وتدريبات دورية، وخططًا إعلامية للتوعية”.
“المتطوعون والدور المجتمعي ”
7. كم عدد المتطوعين النشطين لديكم؟ وما آلية انضمام متطوعين جدد؟
“لدينا أكثر من 925 متطوعًا ومتطوعة. يتم استقبال طلبات التطوع عبر منصاتنا الرسمية، وتشمل العملية: التسجيل، المقابلة، التدريب، ثم توزيع المهام حسب المهارات والاحتياج”.
8. ما نوع البرامج التدريبية التي تقدمونها؟
“نقدم برامج في الإسعافات الأولية، الإخلاء، الدعم النفسي، وإدارة الطوارئ. نستهدف بها الشباب والجهات التعليمية والمهنية، بهدف بناء مجتمع واعٍ ومشارك في الاستجابة للأزمات”.
،، الشراكات والتطلعات ،،
9. هل لديكم شراكات مع جهات أكاديمية أو نية للتوسع؟
“نعم، لدينا تعاونات مع عدد من الجهات الأكاديمية والقطاع الصحي، ونعمل على التوسع إلى مناطق أخرى من المملكة بإذن الله”.
10. ما هو طموحكم المستقبلي؟ وهل تتمنون أن تصبحوا جهة رسمية؟
“طموحنا أن نكون جزءًا رسميًا من منظومة الدفاع المدني الوطني، ونعمل على أن نكون ركيزة في الخطط الوطنية المستقبلية لإدارة الكوارث والطوارئ”.
” دعم الجمعية ”
جمعية بهذا الثقل والعمل والرسالة، لا يكفي أن نصفق لها من بعيد، بل تستحق أن تُدعم بكل السبل الممكنة:
• دعم مالي من رجال الأعمال والجهات الخيرية
• دعم إعلامي من كل منصة وطنية
• دعم تطوعي من الشباب والشابات
• دعم تنظيمي من الجهات الرسمية
كل مساهمة – مهما كانت – قد تعني إنقاذ حياة، أو تقليل خسائر، أو دعم أسرة متضررة.
فدعمنا لجمعية الرواد اليوم، هو استثمار مباشر في أمن مجتمعنا وسلامة وطننا .
” خاتمة وطنية “
تبرز المملكة العربية السعودية، بقيادتها الحكيمة وإمكاناتها المتقدمة، كأنموذج عالمي في إدارة الكوارث والتعامل مع الأزمات باحترافية واقتدار. فقد أرست الدولة ركائز متينة للجاهزية الوطنية، وفعّلت منظومات أمنية ومدنية تعمل على مدار الساعة للحفاظ على الأرواح والممتلكات.
وفي هذا الإطار، تُعد جمعية الرواد لإدارة الأزمات والكوارث والدعم إحدى الأذرع المساندة، التي تسند هذه الجهود وتكمل مسيرة العطاء الوطني من خلال فرقها المتخصصة، وشراكاتها المؤسسية، وتطوعها المجتمعي النبيل.
رسالتنا اليوم لا تقتصر على تسليط الضوء، بل تمتد لدعوة الجميع إلى التفاعل والدعم والانخراط ، التطوع ليس مجرّد وقت يُمنح، بل وطن يُحمى، وأرواح تُنقذ.
شكرًا لجمعية الرواد، ولكل فرد ينتمي لها، على ما يقدمونه بصمت وإخلاص ، أنتم الروّاد بحق.. في ميادين العطاء، وفي زمن تحتاج فيه الأوطان إلى رجال ونساء يصنعون الفرق.
ومع هذه الجهود الوطنية الجبارة، وجمعية الرواد كذراع مدني مساند، نطمئن أننا — في هذا الوطن العظيم — على قدر التحدي، وعلى جاهزية دائمة مهما كانت الأزمة.
ونختم بالقول: في وطنٍ قوي ومتماسك، لا نُفاجأ بالخطر، بل نُواجهه وننتصر عليه – بإذن الله.