كتاب واصل

🖋️ رسالة لم يكتبها أحد …!

— ولم تجد بريداً تصل إليه —

✍️ فهد الرياحي 

رسالة ..

كتبها الزمن .. بتوقيع الحاضر
زمن صاغ الفقد .. ونحت الغياب . والحاضر قرأها بصمت. فاكتشف أنّ الرسالة أكبر من البشر . أعمق من اللحظة .وأصدق من أي كلام .

انكتبت في ابتسامة طفل لم يولد بعد ..!
وفي عيون شيخٍ صمته يحكي حكمة السنين ..
انسكبت بين اللحظات العابرة . في الفراغ الذي يروي الحكايات بلا كلمات .
وفي الصمت الذي يتحدث أقوى من كل للغات .

هي الرسالة التي لم يكتبها أحد…
لكنّ الجميع شارك في سطورها بصمته، ورضاه، وصبره  ..فصارت شاهدة على الحضور الغائب .
وعلى الصمت .. ” القوي الغامض الذي يحوي كل ما لم يُقال ويشهد على ما يفوق الكلام “

تتحدث عن الزمن الذي يسرق اللحظات ..
عن الغياب الذي يعلّمنا كيف نحفظ الذكرى .
عن الفقد الذي يعلّم القلب الصبر ..

الزمن حين قسا
والصبر حين عاد متأخّراً
والقلب حين صدّق أن الغياب نوع من الوجود .

رسالة لم يكتبها أحد…
لكنها تقول لنا بصمتها الصاخب :
أن الفقد حضور
وأن الغياب رسالة
وأن الصمت أبلغ من أي صوت
كل ما رحل، وكل ما غاب
يبقى حياً في لحظة
في نظرة، في نفسٍ تتذكر
في قلبٍ يعرف أن الحياة أعمق من أن تُحكى…
وأن كل رحيل، وكل صمت
هو كتابة أخرى للحب .. للحزن للحياة نفسها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى