مساحة حرة

🕰️ ” الزمن الذي ابتلع الحياة “

✍️ بقلم: فهد الرياحي 

في زمنٍ تتسارع فيه الخطى وتبهت فيه الملامح، لم تعد الحياة كما كانت . كل شيءٍ تغيّر، حتى ملامح الحياة اختفت، وصار للحياة بوجهً غريب لا نعرفه،

” حياة فقدت روحها ” وجهها صامتٌ يبتلع المعنى كما تبتلع الرمال خطى العابرين.

“زمنٌ بلا وجه”
عصف بالحياة : كما تعصف العواصفُ بالرمال
يلتهم كلَّ شيءٍ في طريقه
ويترك خلفه صحراءً خالية
خاليةً من الوجوه، ومن الأصوات، ومن المعنى

” الأحياءُ هنا بلا حياة”
حياةٌ تبكي صمتاً
والهواءُ يئنُّ من ذاكرةٍ فارغة
والعالمُ بأسره لوحةٌ مهشَّمة
تتحرك فيها الظلال كأنها أرواحٌ تبحث عن وجود،
لكن لا أحد يسمع

سوى صدى الأيام التي ذهبت إلى العدم  .. !

حياةٌ بلا حضور،
وصمتٌ بلا صوت،
وزمنٌ يبتلع كل أثر…
الأشياء تتحرك بلا روح،
والعلاقات تتحوّل إلى أطلال،
والحياة تفقد ألوانها شيئًا فشيئًا.

يبقى الإنسان عالقًا بين ما مضى وما لم يكن،
يبحث عن بصيص حياةٍ وسط هذا السكون الأزلي،
يحاول أن يجد معنىً في عالمٍ يبتلع كل شيءٍ أمامه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى