” اللواء المتقاعد : سعد بن محمد البقمي.. قائد صنع الأثر بمواقفه الإنسانية ” .
“القيادة لا تُمنح بالرتب، بل تُكتسب بالمواقف،ومن يزرع الوفاء في قلوب الرجال، يحصد أثره حاضرًا.”
✍️ بقلم : فهد الرياحي
في عالم القيادة العسكرية،لاتخلّد المناصب دائماً الأثر، بل تصنع المواقف فرقاً حقيقياً. رجال تركوا في الذاكرة ما هو أعمق من المناصب ، وأبقى من الرتب، تركوا بصمة طيبة بمواقفهم النبيلة وإنسانيتهم العالية، وخدموا وطنهم بإخلاصٍ وتفانٍ، فكانت سنوات خدمتهم شاهدة على عطائهم.
ومن بين هؤلاء القادة الذين تركوا بصمة واضحة، يبرز اسم اللواء المتقاعد : سعد بن محمد بن ثعلي الرياحي البقمي، الذي جمع بين ” المهنية العالية والبعد الإنساني ” تولّى مناصب قيادية مؤثرة منذ أن كان ملازماً حتى بلغ أعلى المراتب، متنقلاً بين المهام والمواقع .
تاركاً في كل محطة أثراً من الوفاء و السيرة العطرة. كان مثالًا للقائد الواعي الذي يرى في المسؤولية تكليفاً لا تشريفاً، جامعاً بين الحزم والرحمة، بين قوة الميدان ورفق القلب، وبين الانضباط والمرونة في التعامل مع أفراده وزملائه.
خلال مسيرته الطويلة في الدفاع المدني، لم يقتصر عطاؤه على توجيه المهام، بل تجاوزه ليشمل الاهتمام بالأفراد، تقدير ظروفهم، وتسهيل نقلهم إلى مواقع أقرب لأسرهم، والمساهمة في تمكين الشباب وإتاحة الفرصة لهم للانضمام إلى صفوف الدفاع المدني، مؤمناً بأن تمكين الكفاءات جزء من خدمة الوطن. ولم يفرق في خدمته بين أحد من قبيلته أو خارجها، فكان مثالًا للعدل والشهامة والوفاء.
عرفه زملاؤه وأفراده بالقوة والحزم، وفي الوقت ذاته باللين والرحمة، وكان نموذجاً للقائد الذي يجمع بين قوة الميدان ولين القلب، بين الانضباط والرحمة، وبين المهنية العالية والبعد الإنساني في قيادته. لقد جعلت مواقفه الإنسانية واهتمامه بالآخرين منه قائداً لا يُنسى، وسيرة يُحتذى بها في القيادة والمسؤولية.
اليوم، بعد أن ترجّل من ميدان العمل، يبقى اسم اللواء سعد بن محمد البقمي حاضرًا في ذاكرة من عرفوه، رمزًا للوفاء، وقدوة في القيادة، وعنواناً للرجل الذي خدم وطنه وزملاءه بكل إخلاص ومحبّة.
وفي ختام هذا المقال، باسم محبيه وزملائه ومن عملوا معه، نقدم أسمى عبارات الشكر والتقدير عرفانًا بما قدمه من جهد وعطاء، وما تركه من أثر خالد في نفوس الجميع.