✍️ راضي غربي العنزي “كاتب سعودي”
هناك لحظات في الحياة، يدرك فيها الإنسان أن القوة ليست مجرد امتياز، بل أمانة ومسؤولية ثقيلة. أن يُوضع الإنسان في موقع يمكنه من التيسير على الآخرين، يعني أن بيده القدرة على تغيير مسارات حياتهم بأمر الله ، وأن كل خطوة يخطوها قد تغيّر مصائر بأكملها. فالسلطة الحقيقية لا تُقاس بالمناصب، بل بالقدرة على صناعة الأمل وتحويل الألم إلى ضوء يضيء دروب من حولك.
تخيل شخصًا يقف على حافة ضيق ومعاناة، ثم يجد أمامه طريقًا سهلاً بفضل الله وتسخيره لك لتيسير حياة الآخرين. كلمة طيبة، ابتسامة صادقة، موقف كريم، أو خدمة بسيطة، قد ترفع عن قلبه ثقلًا لم يكن يدرك أنه يحمله. وما لا يعرفه الكثيرون، هو أن دعوة صادقة من هذا القلب تصل إليك بسلام وطمأنينة، فتملأ حياتك بالسكينة والرضا، وكأن الكون كله يشاركك امتنانك.
كل فعل صغير لتخفيف معاناة الآخرين هو استثمار مباشر في قلبك وروحك. السلطة ليست في التحكم، بل في العطاء، وفي القدرة على جعل من حولك أفضل، أكثر أملًا، وأكثر إنسانية. كل يوم يحمل فرصة لتغيير العالم خطوة واحدة، وقد تكون هذه الخطوة الشرارة التي تضيء حياة كاملة وتعيد ترتيب كل شيء.
حين تجد نفسك في موقع قوة، لا تتردد. استخدم كل ما في وسعك لإسعاد الآخرين. ليس بالمنافع المادية فقط، بل بالكلمة الطيبة، بالفعل، بالابتسامة، وبوجودك الصادق. الحياة التي تصنعها للآخرين تعود إليك مضاعفة، بطريقة قد لا تراها إلا حين تصل الدعوات الصادقة من قلب عرف قيمة لطفك.
وفي اللحظة الأخيرة، حين يظن العالم أن كل شيء مستقر، تأتي أفعالك التي صنعتها بمحبة لتحدث صدمة عظيمة… صدمة تهز القلوب، ترفع الذبذبات، وتجعل تردداتها تصعد إلى السماء، فتنسج حولك عالمًا جديدًا من الأمل، وتترك بصمتك ملحمة حية في وجدان كل من عرفك أو مر بطريقك. كل لحظة من عطائك تصبح قصة تُروى، وكل ابتسامة صنعتها، صدى لا يختفي… كأن الكون كله يصفق لك برقة، ويرتجف إعجابًا بعظمة قلبك.
فاصلة؛
شكرا لكل من وقف بجانبي وساعدني ..أقولها وأمضي للدعاء بظهر الغيب…
*الهيئة العامة لتنظيم الاعلام الداخلي 497438
_____________________________________________
Radiq444@hotmail.com