✍️ بقلم: فهد الرياحي
ليست كل المنازل تُشيَّد بالإسمنت والحديد، فبعضها يُبنى بالعزيمة والإصرار، وتُقام جدرانها على صبر طويل وعزم لا يعرف التراجع. ليس كل بناء يُقاس بارتفاعه، فهناك بيوت تُقاس بما احتمله أصحابها من مشقّة، وبما زرعوه في أساساتها من إيمانٍ بالحلم وإصرارٍ على الإنجاز.
من بين ضيق الوقت وشح الإمكان، خرجت “تحفة أنيقة ” بيتٌ يروي سيرة العزيمة وملحمة الجهد ، شيّده زبون المرجلة : مشاري بن نماس بن فارع بن سريان البقمي، ليكتب بيده فصلًا من فصول الكفاح الجميل.
حول الحجارة إلى قصيدة، والجهد إلى لوحة ناطقة بالعزيمة. بنى بيته كما تُبنى القصائد: “وزنًا على الصبر، وقافيةً من الإصرار” كل حجرٍ فيه ينطق بمعاني العمل، وكل زاوية تحكي إخلاصًا وثباتًا، كأن الصبر نفسه صب أساساته.
لم يبنِ بيتًا فحسب، بل شيّد معنى الإصرار في زمن يُقاس فيه النجاح بما يُنفق لا بما يُبذل. كان يرى في كل حجر خطوة نحو حلمه، وفي كل قطرة عرق وساماً على جبين الكفاح. عمل بصمت، وأدرك ” أن البناء الحقيقي لا يبدأ من الأرض بل من الداخل ” من قلب مؤمن بأن الحلم إذا سُقي بالإصرار أورق وإذا رُوي بالصبر أزهر.
وبوقتٍ وجيز ومع إمكانيات محدودة . خرجت تحفته لوحة معمارية فنية: أنيقة التفاصيل متقنة الهندسة، تحمل بصمة تعبٍ وإرادةٍ أكثر من بصمة مال. واجه التحديات بصلابة ” وأحسن التدبير بين الممكن والمستحيل ” حتى أصبح بيته شاهداً حياً على أن الذوق لا يُشترى، وأن الصبر أجمل ما يُعمر به الجمال.
بناؤه تحفة أنيقة، ثمرة جهد أصيل وحلمٍ صادق، ودرس بليغ في أن الحلم إذا روي بالتعب أزهر جمالًا، وأن اليد التي تعمل بصدق قادرة على بناء المجد.
ما شاء الله تبارك الله، أبارك له هذا الإنجاز المبارك، وأسأل الله أن يبارك له في منزله، ويزيده سعادة وطمأنينة وهناء.