كتاب واصل

انتهاك براءة الطفولة

كتبه/ خالد بن محمد الفريجي كاتب سعودي و مستشار اسري ومدرب معتمد

حكاية من اصل الحقيقة اضطرابها بدد هدوء القرية الذي يبعث نسمات الراحة في النفوس ليتغلغل نحو الأرواح المضطربة فيجعلها اكثر هدوء من ذي قبل .

الا ان هذا الهدوء لم يكن له شأن في نفس احدهم فعبث بمستقبله بمحاولات متكررة للدخول في عالم الإدمان لعله يجد مايتحدث عنه بعض مروجي الفساد بقصص منمقة عن عالم الارتياح والنشوة العارمة التي تحولك من كبش الى اسد …سذاجته جعلته يرتمي بأحضان هذا البلاء العظيم فتمكن منه حتى طالت ساعات نومه بعد ارق لازمه عدة أيام جعلته يتغيب مكرها عن الدوام فترات وفترات حتى فصل عدة مرات وفي كل مرة يكرر عهود الولاء والبراء وقسم يعقبه قسم بعدم العودة الى الوراء .

الزوجة المكلومة ذات الأبناء الثلاث حاولت بصبرها ان تقف معه لعله يعيد توازنه ويرجع لجادة الصواب الا ان تلك المحاولات رآها ضعفا منها فتمادى حتى هربت من البيت المفعم بالاضطراب نحو بيت أهلها الذي كان في الجوار ..

تتسلل الام المفجوعة نحو أبنائها عند ذهاب ابيهم للعمل الذي دوما كان في تكرار التأخر لتطمئن عليهم وتقدم اليهم خدمات الاعاشة فهم اشبه بالمحتجزين بقانون العيب وثقافة العيال لأبوهم مهما كان حاله والتي مازالت 

تتكرر في تلك البقاع الصغيرة من الوطن .

ذات يوم وفي سكون الليل اتى الأبناء يتملكهم الخوف والاضطراب لتتلقفهم امهم بخوف اعظم فالوجوه شارده والدموع على خدي ابنتها الكبيرة ذات ال13 ربيعا فد حفر بوجنتيها خدودا ظاهرة للعيان ..

مابكم ؟

لماذا اتيتم بهذه الساعة المتأخرة من الليل ؟

ابوكم هل به شيئ ؟

وبعد الحاح وبكاء بدد صمت الليل الطويل نطقت الابنة الضحية بعد تردد طويل وغياب الكلمات فالموقف شتت فكرها واخرس لسانها فقالت : …ابوي مجرم …ابوي حقير … ابوي مايخاف الله ..وتوالت الكلمات القاسية الجارحة حتى قالت ( ابوي حاول يفتعل بي ) ..

خارت قوى الام وهوى ذلك الجسد القوى الذي لطالما وقف صامدا امام تلك السنين المليئة بالقسوة والضياع والادمان والاضطراب …خارت قواها ولم تعد تستطيع ان تنطق ,,,هوى جسدها على الأرض …كل الاحتمالات كانت موجودة وحاضرة الا ان يفعل ابيهم ذلك ..

علا في الغرفة الصراخ الصامت وبكاء جفف دموع الحزن …

 فكانت تلك الليلة اخر لحظات الرجوع نحو الاب الذي دفن كل امل في عودتهم اليه فهو لم يعد اب..

هكذا كانت حكاية من حكايا الادمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى