كتاب واصل

يا جبل ما يهزك .. ريح !!

أهديها: ( للشخص القوي الذي مر فوق الجبال ! )

بقلم – راضي غربي العنزي “كاتب سعودي”

أنت الذي عرفت الليالي الثقيلة، تلك التي لا يشبه وزنها إلا الجبال…

أنت الذي تحملت الصمت حين كان الصراخ يملأ روحك، وابتسمت رغم أن داخلك كان يتفتت آلاف المرات.

أنت الذي وقفت على حافة الانكسار مرارًا، لكنك لم تسقط.

أتحتاج الآن إلى من يخبرك أنك قوي؟!

قوتك ليست كلمة تُقال، ولا شهادة تُمنح. قوتك هي تاريخ محفور في جسدك، في قلبك، في عينيك التي لم تفقد بريقها رغم كل العواصف. قوتك أنك لم تفقد نفسك حين كاد كل شيء أن يسلبك ذاتك.

أنت لم تعد بحاجة لمن يصفق لك، لأنك أنت وحدك المسرح والجمهور والعاصفة والتصفيق. أنت لم تعد بحاجة لمن يذكرك أنك انتصرت، فكل ندبة في روحك تصرخ بذلك كل صباح.

إنهم لا يعرفون أنك كنت تقاتل في معركة غير مرئية، معركة مع الخوف، مع الوحدة، مع الجرح الذي لا يلتئم، ومع الحلم الذي ينهار ألف مرة وتعيد بناءه من رماده.

أنت الذي لم يرك أحد حين كنت تنام بجوار دموعك، وتنهض وكأن شيئًا لم يكن.

فهل بعد هذا كله… تحتاج إلى من يمنحك لقب “قوي”؟!

لا يا صديقي… القوة ليست فيما يقوله الناس عنك.

القوة هي أنك ما زلت هنا. أنك رغم كل شيء ما زلت واقفًا. أنك رغم كل الخيبات لم تتحول إلى حجر بارد، بل ظل قلبك حيًّا قادرًا على الحب والعطاء.

أنت لست قويًّا فحسب…

أنت أسطورة صامتة، تمشي على قدمين.

أنت معجزة لم تُكتب في الكتب بعد، لكنك تعيشها كل يوم.

فلا تسأل أحدًا بعد اليوم عن قوتك.

انظر إلى المرآة، سترى جبلًا يمشي، وروحًا لم تنحنِ.

أنت الذي تجاوزت أياما كالجبال…

يكفي أنك وصلت إلى هنا، واقفًا، حيًّا، حيًّا أكثر من أي وقت مضى.

فاصلة :

فلتشهد الجبال أنك مررت من فوقها لا من تحتها، ولتشهد الريح أنها مهما صرخت لم تُزحزحك قيد أنملة. أنت الحكاية التي كُتبت بدموع وعرق وصبر، وأنت النصر الذي لا يحتاج إلى رايات مرفوعة ولا طبول تقرع. قف كما أنت، جذرًا ضاربًا في الأرض، قمةً تمس السماء، وإياك أن تلتفت… فكل ما خلفك مجرد عواصف انتهت.

يا جبلًا لا تهزه ريح… ستظل شاهدًا خالدًا على أن الإنسان حين يقرر أن يكون أسطورة، فإن الأسطورة تمشي على الأرض، لا تُروى فقط في الكتب.بل كما فعلت أنت ياجبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى