” حين يعانق البحر سكونه “
بقلم : فهد الرياحي
على ضفاف شاطئ هادئ . وتحت سماء زرقاء – تتناثر فيها النجوم كحبات لؤلؤ . يغمر المكان هدوء ساحر “حيث يعانق السكون البحر بصمت ” ويحرسة حارس سر قديم ” يحرس سر البحر العميق .. بسحر ينساب ضوء القمر على سطح الماء . فتتحول الأمواج إلى ” لوحات زجاجية ” . تعكس صمت البحر وجماله “حكاية لا يعرفها سوى من جلس أمامه وهو يحمل شعور صعب منالة ” .
حين تلتقي عيناك بصفاء البحر وسحره . تشعر وكأنك أمام صفحة بيضاء” تنتظر أن تكتب عليها” قصة جديدة ” . عنوانها البداية . وبدايتها الأمل . كل لحظة أمام البحر هي دعوة للتأمل . وكأنك تفتح قلبك له تحكي له عن كل ما يختلج في صدرك . فيستجيب بصمت “الأمواج رسالة” تتسلل نحو الشاطئ – كريشة ناعمة تمسح على الرمال . لترسم لوحات لا تُقرأ بالعين . بل تحس بالقلب .
الماء يلمس الشاطئ كيد حانية تمسح على كتف حزين ثم يعود أدراجه بهدوء تاركاً خلفة أثراً مؤقتاً سرعان ما تمحوها موجة أخرى . كأن الحياة تذكرك بأن كل أثر يزول ليولد أثراً جديداً أجمل .
هذه الرسومات المائية ليست عشوائية . بل هي لغة البحر الخفية: حروفها أمواج . كلماتها رمال . ورسالتها أمل . كل موجة تقول : “لا تزال هناك بدايات جديدة” وكل أثر يهمس : “الماضي يرحل كما تجزر الأمواج . لكن الحياة دوماً تعود لتملأ الشاطئ أمل “.
البحر يهمس بألحان الغموض والسكينة. حيث يتعانق هدير الموج مع صمت الليل العميق. في تلك اللحظة. تشعر بأنك تلامس ” جوهر الحياة ” تستنشق الصفاء . كأنك تقف أمام سر عتيق يهمس بأن كل ” بداية جديدة ممكنة “.
في هذا السكون : تدرك كيف يستطيع البحر أن يكون قوياً في هدوئه . عميقاً في صمته . سخياً في عطائه. هنا” تفهم أن الصمت أحياناً أبلغ من الكلام . وأن بعض الرسائل تصل بلا حروف تماماً كما فعلت امواج البحر مع الشاطئ .
تنتهي الليلة : وتبدأ خيوط الفجر في مسح ” لوحة الليل ” لكن أثر هذه اللحظة .. يبقى في قلبك ” كما يبقى أثر الموج في ذاكرة الرمل” لا يمحوه الزمن . وإن غاب المشهد عن عينيك. فيبقى مكانه راسخاً في القلب . وكأن البحر نفسه يهمس لك: “كل لحظة هدوء هي وعد ببدايات جديدة”.