كتاب واصل

ماذا يعني أوقد شمعة ولا تلعن الظلام

بقلم د. فهد ال دهيس الزهراني

بسم الله وبه نستعين ….

يقول بن رُشد من وفق في السطر الأول فقد وفق في الخطاب كُله.

دائما السطر الأول في الكتابة والجملة الأولى في الحديث إن وفق صاحبها اعانته على التمام الجيد … وبعض المواضيع يحتاج مُقدمة لتحقيق الفائدة المرجوة … وهذه المقدمة سبق طرحها في مقالات سابقة … نوجزها في العنوان التالي (الأفكار هي كُل الأشياء … حسن افكارك … تتحسن حياتك… وأكدنا بالأدلة الشرعية وبالقين أن إدارة حياة الفرد برمتها مسئوليته هو … وإن المولى القدير اوجد وخلق كُل الأشياء لإعانته على جودة وكفاءة هذه الإدارة).

في مراحل من حياة الفرد هناك ما يُسمى (عُنق الزجاجة …. هو ظرف آنِ … مكان وزمان) يصفه البعض بالضيق والسوداوية … فقد ثق بالله وستتجاوز هذا العُنق بمساحات رحبة … في هذه المرحلة تقبل المُتاح وانهض به إلى سقفه الأعلى من الجميل والجيد فيه …

أيها الابن يُدرك الكثير وليس ـــ الجميع ـــ أن المتاح دون الطموح 

وليس لك بعد التوكل على الله إلا خيارين ولن تجد ثالث لهما مهما بلغت

 1- تعامل مع المتاح بالقبول والامتنان والجدية والاهتمام وستجده هو من ينهض بك ويدفعك بكل سلامة واطمئنان خارج عُنق هذه الزجاجة إلى كُل ما هو أفضل … فالقليل من المحدود سعة وجب معها الشكر والامتنان

2- أو العن الظروف كُل صُبح ومساء واصرخ بالشكوى والتذمر واستجدي عطف وشفقة الاخرين … وكُن في دائرة المُستحق للزكاة والصدقة التي اُجبر عليها صاحبها ولا يرجو منها الاجر والثواب 

يا أبني الكريم الكثير وليس الجميع يُدرك ما أنت فيه … أنهض بالمتاح واستقم فوعد الحق دوما الامل المرجو والأكيد ( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) الشرح5/ ويؤكدها مرة أخرى جل شأنه للاطمئنان والتأكيد ( إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) الشرح6 

يقول المثل الهندي الجميل 

لا تبكِ على اللبن المسكوب … انهض واصنع منه جبنه بمكسب أفضل من اللبن نفسه 

ابناؤنا ثقوا أن وراء كُل عتمه ضوء يتسع ويملأ كُل ما حولك بكل ما هو أفضل وأجمل ….

يقول الشاعر اللبناني إيليا أبو ماضي

“كن جميلا ترى الوجود جميلا” … ونستأذن حضوره العطر بالتحريف التالي ” كُن متفائل ترى الوجود رحب ومُعطاة بكل ما تأمل وتتمنى ” 

فقط أنهض بما تأمل وستصل … وقد تشكر يوما ما عُنق الزجاجة التي قدمت لك إضاءات … ما كنت لتراها لولاها 

دُمتم واحبابكم مُنّعمين بالصحة والسلامة والخير الوفير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى