كتاب واصل

(نمط حياة صحي) فلسفة أم باتت ضرورة؟

بقلم/ د.محمد الدلهام

في خضم معترك الحياة اليومية يخوض المستيقظ من نومه المتأخر ذي الجودة البائسة معاركه الخاصة وأعني منها 

على وجه الخصوص رجالاته مع صحة جسده وشتات ذهنه، يمنّي النفس بجسم صحي ومستويات رياضية عالية الاداء 

البدني تارة وتارةً بقدرات ذهنية خارقة وتشبع مزاجي ٍّ مليء بالسعادة ورضاً ذاتي بامتياز.

وما كل ذلك إلا شوارد من أحلام اليقظة التي يصحو منها بعد ثوانٍ معدودة فقط عندما يدرك واقعه الذي يكتشفه مثل 

كل يوم أنه متأخراً بكل مهامه اليومية والروتينية ابتداءاً من احتياج جسده للنوم السليم الذي انتهى وقته قبل أن يبدأ،

ومروراً الكرام على نظامه الغذائي الذي يحدد مقاديره. كل ليلة قبل أن يخلد للنوم، ناهيك عن الدور اللياقي وجدوله 

الرياضي الذي يخطط له كروتين يتذكره عند سفره مع استكشاف صالة الفندق الرياضية الذي ينزل به،

وهلم جرّاً من التأجيل والتسويف لنقاط روتينية لم ينجح في اتمام ابجدياتها في صحة النوم والنظام الغذائي السليم

والروتين الرياضي الصحيح فما باله بكيفية النقاش عن ايجاد مساحات يومية زمنية بجدول يومه المشغول بالفوضى

لتدريبه على المهارات الذهنية التي تساعده في ترتيب مصفوفات أولوياته وكيف يستعين بمهارات التركيز والتأمل بل

كيف نفتح محوراً آخر يعنى بتقليل ادمان الهاتف الذكي.

وكل تلك الخواطر والشوارد التي تدور سريعاً بمخيلته ويعيش لذة أحلامها لبرهة، هي نفسها بالأمس واليوم وغداً،

مالم يقف وقفة جدية يقرأ واقعه جيداً ويستشعر مسؤوليته عن ذاته وصحته وعقله وحياته.

هي ليست بمعجزات خارقة يتحدى بها نفسه كل يوم، بل خطوات روتينية ليكون يوم مختلف لا يتطلب منه إلا التأقلم

والانضباط في بداية رحلة التغيير واستمرارية ذات حوافز ذاتية يسد بها أبواب الاحباط والتأجيل وأفواه المثبطين،

وسيرى النتائج والتغييرات الايجابية الكفيلة بتحفيزه أكثر .

إن نمط الحياة الصحي يعتني باتزانك السليم ذهنياً وجسديا ومجتمعياً ، ولست هنا بصدد سرد روتين محدد بل هناك 

من زملاء المهنة بطب الاسرة وطب نمط الحياة وطب النوم من ستجد ضالتك عنده في اطار رعاية صحية متكاملة،

ولاسيما أن ذلك يلقى الدعم الدائم من جهود حكومتنا الرشيدة أدام الله رخاءها المبذولة لصحتك وصحة مجتمعك.

ولكن هنا وعبر هذه الكلمات أجدني من الامانة بمكان أن أبين أهمية النمط الصحي لحياتك ويومك ولمجتمعك وما له 

من نتائج وآثار ايجابية حيث تمكنك من ادارة يومك بامتياز ، حين تهنأ بساعات نوم ذات جودة ، وروتين رياضي يناسب 

فئتك العمرية و وظائفك الحيوية ! حينها تجني ثماره بحاضرك لياقياً وبدنياً و يقيك بمستقبلك من الامراض المزمنة بإذن الله،

ولاننسى أهمية دور الحمية الغذائية التي تناسبك مكملاً جنباً إلى جنب دور النظام الرياضي السليم والتي تقلل نسبة

 اصابتك بأمراض العصر الشائعة بإذن الله .

كما لايفوتني أن أوصيك بالاهتمام بكل ما من شأنه أن يؤثر ايجاباً على قدراتك الذهنية وحالتك المزاجية ويدعم سلامتها من 

المهارات اللازمة والبسيطة ذات الاثر العظيم خصوصاً اتقانك للطرق الصحيح في التعامل والتحكم بالضغوطات الشخصية

واليومية ، ومهارات التفكير البنّآء وآلية ادارة الوقت باقتدار ، وكلما وجدت نفسك تتقدم أكثر أضحت ثقتك بنفسك 

و بأدائك تزيد.

لنجعلها تجربة كبداية تحول وحينها ستجد نفسك مستمراً لاتنفك متقدماً، وأجزم أنك سوف تؤيدني أنها باتت ضرورة ملحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى