كتاب واصل

الابتسامة

أ.د. أحمد بن محمد الحسين – أكاديمي سعودي

الابتسامة تعبير غير لفظي يظهر عند انقباض عضلات الوجه، خاصة عضلات الفم، بطريقة تشير إلى السعادة أو السرور.
وقد تكون الابتسامة دالة على مشاعر متنوعة مثل الفرح، المودة، الامتنان، أو حتى الخجل. تعتبر الابتسامة من أقدم وسائل التواصل بين البشر.

ومما يدل على أهميتها
ما تحمله من رسائل غير مباشرة تعزز العلاقات الإنسانية وتخفف من التوترات.
وتُظهر تعبيرات الوجه مثل الابتسامة التفاؤل وتساهم في فتح أبواب التفاهم بين الأشخاص.
كما تساعد في تقوية الروابط الاجتماعية وتقريب المسافات بين الأفراد، حتى في المواقف التي قد تكون صعبة أو غير مريحة.

“تبسمك في وجه أخيك صدقة” حديث نبوي شريف ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم، وهو من الأحاديث التي تحمل في طياتها معاني عظيمة ورقيقة.
حيث يشير الحديث إلى أن الابتسامة في وجه الآخرين تُعتبر عملاً صالحًا، وتُجازى عليه في الدنيا والآخرة. كما أن هذه الابتسامة لا تقتصر على كونها مجرد تعبير عن الفرح أو الراحة النفسية، بل تحمل دلالات على المحبة والتواصل الإيجابي مع الآخرين، وتساهم في نشر السعادة والتقارب بين الناس.
في هذا السياق، يبيّن الحديث كيف أن سلوكاً بسيطاً مثل الابتسامة يمكن أن يُحتسب كصدقة، مما يعكس توجيه الإسلام إلى نشر الرحمة والمودة بين الناس.

أهم مميزاتها:
١/ وسيلة تواصل غير لفظية: الابتسامة تعد من أقوى وسائل التواصل، حيث يمكنها إيصال رسائل إيجابية دون الحاجة للكلام.
٢/ تأثير إيجابي على الصحة النفسية والجسدية: الابتسامة تفرز هرمونات السعادة مثل الإندورفين والسيروتونين، مما يساعد على تحسين المزاج والصحة العامة.
٣/ تعزيز التفاعل الاجتماعي: تعزز الابتسامة الألفة والمودة بين الأفراد، مما يجعل العلاقات أكثر تفاعلاً وتعاوناً.
٤/ سهولة انتشارها: الابتسامة تعد من أيسر الطرق للتعبير عن المشاعر الإيجابية، ويمكن لأي شخص في أي مكان أن يبتسم.

دورها في توثيق الصلات:
تلعب الابتسامة دوراً مهماً في تقوية الروابط بين الأفراد سواء على المستوى الشخصي أو المهني. فهي تعزز الانفتاح والود بين الأشخاص، مما يساعد في بناء علاقات قوية. في السياقات الاجتماعية والمهنية، يمكن أن تساهم الابتسامة في جعل التواصل أكثر سلاسة وإزالة الحواجز النفسية بين الأفراد.

وهنام معاني عظيمة للابتسامة منها :
١/ كصدقة: في الإسلام، تُعتبر الأعمال الصغيرة التي تؤدي إلى خير للآخرين صدقات، والابتسامة تُعد واحدة من هذه الأعمال.
٢/ تواصل الاجتماعي: الابتسامة تساهم في تعزيز العلاقات الإنسانية وبناء الثقة بين الأفراد، مما يؤدي إلى بيئة اجتماعية صحية.
٣/ وسيلة عدالة ومساواة: الإسلام يعزز فكرة أن كل شخص، بغض النظر عن حالته المادية أو الاجتماعية، يمكنه أن يؤدي صدقة من خلال تصرفات بسيطة لكنها ذات قيمة عظيمة.

وفي هذا المجال يمكن النظر لبعض ما كُتب في الابتسامة:
• “الابتسامة هي اللغة التي لا تحتاج إلى ترجمة.”
• “ابتسم، فالحياة أقصر من أن نعيشها عبوسين.”
• “الابتسامة تفتح الأبواب المغلقة وتفتح القلوب.”
• “إن الابتسامة هي المفتاح الذي يفتح القلوب ويكسر الجليد.”

أخيرا
تأثير الابتسامة:
• تساهم الابتسامة في تخفيف التوتر وجعل الجو أكثر إيجابية.
• تساعد في تقوية الروابط الاجتماعية بين الناس، مما يسهم في بناء مجتمع مترابط ومتعاون.
• تعتبر سلوكاً يعكس الأخلاق الطيبة والنية الطاهرة، ويعزز من تقوى الشخص وعلاقته بالله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى