احتضن مخاوفك
من منا لا يشعر في بعض الأحيان بالخوف والقلق نتيجةً الظروف المختلفة ، والضغوطات اليومية ،إن ابتلاء الله سبحانه لم يقف عند نقص الأموال، بل بالخوف أولاً وهذا هو أخطر أنواع الابتلاءات…لذلك أتى أولاً في سورة البقرة :
« ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين» …، فقد جاء قبل الفقر المدقع «الجوع»…
كل ما عليك ،أن تفهم مخاوفك ، لاشك أن بعض الأحيان تحدث معك أمور تسبب لك الخوف والتعاسة ، وتحاول جاهداً الابتعاد وتجاهل تلك المشاعر، ثم تتمنى لو أنك صاحب منصب كبير أو تحلم لو أنك تملك إمكانات مالية ضخمة..
حقيقة أنت لا تحتاج إلى الكثير من المال أو إلى منصب كبير ، أنت تمتلك إمكانات لا تصدق وغير مستغلة، تمنحك تلك الإمكانات القوة للوقوف مرفوع القامة لتدافع عن نفسك ،وحتى عن الأخرين عند الحاجة لذلك…
اذا اردت ان تكون شجاعا، و تحقق ما تصبو اليه، وتؤمن به ،احتضن مخاوفك ، يعني أن تواجه مخاوفك بشجاعة وصبر…أما إذا كنت مجهداً ومحبطاً فمن آين ستأتي بتلك الشجاعة، الشجاعة تحتاج الكثير من الجهد..
لا تنسى أن الخوف جزء من الحياة البشرية ، وهو نتيجة المجهول ، نحن نخاف من مواجهة المواقف المختلفة و التحديات الجديدة …علماً أن اسكتشاف المجهول يمنحنا فرصة للنمو والتطور الشخصي …
أحب نفسك ،وتقبل ما أنت عليه ، وتوقف عن محاولة إخفاء ما أنت خائف منه ، الخوف ليس عيبًا ، لا ينبغي أن تخجل من مخاوفك ،اعترف بها لكي تستطيع التغلب عليها ،وليس بالضرورة ان تواجه مخاوفك لوحدك ،يمكنك ان تبحث عن الدعم والمساعدة من الأشخاص الموثوق بهم ، يمكن أن يساعدوك في الحصول على وجهات نظر جديدة وأفكار ملهمة وربما حلول لمشاكلك …إن مشاركة مخاوفنا والتحدث عنها تعزز الثقة بالنفس ، وتعزز العلاقات الإنسانية ….
في النهاية احتضن مخاوفك، واعتني بها فلا ينبغي الهروب منها، و عندما تعالج مخاوفك ستكتشف قوتك الحقيقية، وتحقق انجازات لا تصدق، و تعيش حياة مليئة بالشجاعة والالهام …فالشجاعة ليست عدم وجود خوف ، بل هي القدرة على التغلب عليه …