كتاب واصل

الكرامة المُترهلة

بقلم د. فهد ال دهيس الزهراني

العنوان صحيح وكما وصفه أحد الأصدقاء قبل النشر ويتفق معه الكثير بان عنوان قد يصل لـــإيذاء الذهن … او كأسلوب البعض لشد انتباه القاري … اتفق مع الوصف الأخير … وارى بان حضورها بات مُلفت مؤخرا …. وجب التنبه لهُ … 

صحيح إنهُ وصف مؤذي … لكنه جلب حقيقة اسوء من الوصف نفسه.

الكرامة ضمن القناعات التي لها السيادة والقدسية في فكر وضمير الفرد … وكُل النتائج مهما تعددت وتنوعت مقبولة أمام هذه الكرامة وتكلفتها مُرضية مهما بلغت .

وهنا وجب التعليق للتوضيح 

الترهل حالة اسوء مما كانت عليه من قبل 

فالجسد الممتلئ الذي ازعج صاحبه يلجأ لكثير من الحلول التي روَج لها ممن يسمع الشاردة قبل الواردة … فيأخذها واحده تلوى الأخرى …. وينتهي بترهل يتمنى ويتغنى صاحبه ( ليت ما كان لم يكن ) … فالترهل أسوأ بكثير مما سبق ـــ 

هذا ما قصدناه من العنوان البائس 

تحضر عادتا هذه الكرامة عندما يحل الخلاف بين فردين … وقد يكونا اخوين ، زوجين ، اسرة واحدة ، أصدقاء ، 

وكُل خلاف هو أحد الامرين ( فهم لم يُقصد أو قصد لم يُفهم … ورافق الأول والثاني سوء فهم واشتعل وتفاقم من تلقاء نفسه فحلت هذه الكرامة بحطبها لتُزيد ذاك الاشتعال توهج مقاوم للإطفاء …. 

كُل خلاف يحتاج لوقت للمراجعة مع حُسن الظن … لا احد من الاسوياء يتعمد الخلاف للخلاف … عندما يحل هذا النوع من الكرامة يتصلب الفرد لموقفه الذي لا يخرج عن فهم لم يُقصد أو قصد وصل مشوه ولم يُفهم …. وهذا التعنت والتصلب يجد من يؤازره ويدعمه فكُل شيء مهما بلغ يهون خسارته أمام الكرامة التي يظن صاحبها أنها تُضيف إليه رفعه ومكانة  

ويا بلاء وحُمق هذه الكرامة من صاحبها … ترهلت مُجبرة وقلل صاحبها من قيمتها التي لو احسن قراءتها لعزته وارتقت به ولم تجد هذه الكرامة المغلوب على أمرها لجبر كسرها من صاحبها إلا البيت التالي

        كَم مِن مَريضٍ تَمنى المَوتَ يُنقِذُهُ

           فَجاءَهُ الدَّهرُ عُمراً طُولُهُ مَلَلُ       

دُمتم واحبابكم مُنّعمين بالصحة والسلامة والخير الوفير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى