صورة و حدث

بطولة بلا ضجيج

يقظة أمنية تنقذ حياة في الحرم

واصل – صباح الفهاد 

في زحام المشهد، حيث تختلط الخطوات وتتعالى الأصوات، لا يظهر الأبطال دائمًا وهم يبحثون عن الضوء، بل كثيرًا ما يأتون من الهامش، بصمتٍ يشبه الإخلاص، وبحركةٍ واحدة تختصر معنى الحياة، وذلك في الحرم المكي الشريف حيث تتضاعف قدسية المكان وعِظم المسؤولية.

مشهد رجل أمن سعودي يتقدّم دون تردّد، يضع جسده حاجزًا بين إنسانٍ والموت، لم يكن لقطةً عابرة التقطتها عدسة هاتف، بل لحظةً إنسانية خالصة أعادت تعريف الشجاعة بوصفها فعلًا فطريًا، لا خطابًا ولا استعراضًا.

لم يتوقف ليسأل، ولم يلتفت ليراقب، ولم يساوم الخطر…

تقدّم كما يفعل من يعرف أن حماية الأرواح ليست خيارًا، بل عهدًا.

وقد حظي هذا الموقف البطولي بإشادة كريمة من سمو سيدي وزير الداخلية، الذي ثمّن ما أبداه رجل الأمن من شجاعة ويقظة وتفانٍ في أداء واجبه، مؤكدًا أن هذه المواقف المشرفة تعكس إخلاص رجال الأمن وحرصهم الدائم على حماية الأرواح وصون أمن الحرمين الشريفين، ومعبّرًا عن تقديره العالي لما يقدمونه من تضحيات في سبيل أداء رسالتهم السامية.

في تلك الثواني، لم يكن رجل الأمن وحده في المشهد؛ كانت خلفه منظومة كاملة من القيم: الإيمان بقدسية الإنسان، والإخلاص في أداء الواجب، والتجرّد الذي لا ينتظر تصفيقًا.

هكذا يظهر رجال أمن الحرمين: حضور صامت، وتضحية لا تحتاج شاهدًا.

ليست البطولة أن تُروى، بل أن تُمارس.

وليست العظمة في الكلمات، بل في الأفعال التي تُنقذ حياة، وتترك أثرًا أبقى من أي وصف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى