الوحدة التي تلتحف بالسماء …!! “The Solitude Draped in the Sky…!!”
«في لحظة يظن فيها الإنسان أن الطريق انتهى، تأتي القوة من داخله، تنكسر المظاهر، وتتفتّح الروح على القدر، لتعيد ترتيب العالم على نحو لا يمكن تصوره.»
✒️ راضي غربي العنزي – كاتب سعودي
ثقل الطريق يضغط على كتفيك، والمطر يفرق خطواتك، لكن لا تعلّق همس التعب بأنه آخر المشوار. العثرات تصقل روحك، والصدمات تفتح أمامك أبوابًا لم تكن تراها. النور يولد أولًا في قلبك قبل أن يشع إلى العالم. انهض، ولو كان الانكسار يحدّ من قوتك، واجعل قلبك فرصة أخرى، فالسماء مفتوحة، والدعاء يصعد، والأمل حاضر دومًا. حين يحين الوقت، يُقلب ما بدا مستحيلًا كما يقلب المطر وجه الأرض. أنت من معدن لا يذوب بالحزن، ومن روح لا تفسّرها العواصف ولا تقهرها المحن.
قال تعالى: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾؛ هذه الآية لا تحتاج إلى تعليق، فهي تعيد ترتيب الكون داخل نفسك، وتذكّرك أن كل صدمة تحمل درسًا، وكل سقوط يحمل فرصة جديدة. والنبي ﷺ قال: «احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز»؛ خذ الأسباب، ثم اجعل قلبك يعلو على القلق، واسعَ بما في قلبك من نور، فهو طريقك الحقيقي.
الفلاسفة الحكماء يعلموننا أن الألم هو مدرسة، ولكن الأجمل أن القوة الحقيقية تأتي حين تُدرك أن كل عثرة ما هي إلا تمرين للروح على الصبر، وكل فقد ما هو إلا فرصة لإعادة اكتشاف النور في داخلك. نيتشه قال: ما لا يقتلني يقوّيني، لكن الحقيقة الأعمق أن ما يقوّيك هو إدراكك لوجود الله في تفاصيل حياتك، في كل ضيق وفي كل فرح، وفي كل لحظة يتهيأ فيها قلبك للاعتراف بأنه أقوى مما يظن.
تخيّل شابًا خسر عمله، واعتقد أن الدنيا أغلقت أبوابها عليه. بعد أيام، جاءه رزق أوسع وأعظم مما توقع، فأدرك أن الخسارة لم تكن إلا تمهيدًا لعطاء أكبر. هذا الدرس الذي تعلمه على مضض، هو نفسه الذي يجعل القلب يضحك على خيباته، ويعلمه أن في كل نهاية شيء جديد يبدأ، وفي كل ضياع شعاع أمل لا يعرفه إلا من صبر وتأمل.
كل يوم تمر به، وكل لحظة تظن فيها أن الطريق مستحيل، تذكر أن كل سقوط كان درسًا، وكل تأخر كان حفظًا، وكل باب أغلق كان تمهيدًا لفتح أعظم. السخرية اللطيفة من ظروفك، والتأمل في حكمتها، هما ما يجعلان الحياة مشهدًا سينمائيًا فريدًا، حيث تقف أنت بطلًا في قلب قصتك، والمفاجآت تنتظرك في أبهى صورها.
والحقيقة التي تظل ثابتة رغم كل شيء: أنت تصنع نهوضك، لكن مع الله وحده، فلا ليل يطول، ولا طريق يضيع، ولا قلب يخيب إذا عاد إليه الأمل.
«حين يظن الجميع أن النهاية قد حلّت، ينبثق النور من قلب منكسر، وتفعل الروح ما لم تتوقعه، ليعيد ترتيب كل شيء بجرأة، وبسخرية الحياة الجميلة.»
*الهيئة العامة لتنظيم الاعلام الداخلي 479438
●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●
Radi1444hotmail.com



