فعالية “المرأة في السينما” حضورٌ مؤثر بمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في دورته الخامسة
جدة – واصل:
يبرز في دورة هذا العام من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي مشاركة المرأة في مختلف قطاعات صناعة السينما، من خلال حضور لافت لصانعات الأفلام السعوديات والعالميات، وتقديم منصات حوارية ومهنية مخصصة لتناول تجاربهن ودعم مسيرتهن الإبداعية.
وتمثل فعالية “المرأة في السينما” إحدى أبرز محطات المهرجان، حيث أتاحت للمشاركات عرض تجاربهن وطرح التحديات التي واجهتهن في صناعة السينما، إلى جانب إبراز النجاحات المتحققة من تمكين المرأة لدخول عالم صناعة السينما والأفلام، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي والدولي، ويشارك في المهرجان 38 مخرِجة في برامج هذه الدورة، بما يعكس الحضور المتنامي للمرأة في مختلف مراحل الإنتاج السينمائي.
وتقدّم دورة هذا العام برنامجًا سينمائيًّا غنيًّا يضم أكثر من 111 فيلمًا من أكثر من 70 دولة، فيما يسلّط الاهتمام الإعلامي الضوء على الحضور السعودي البارز عبر مجموعة واسعة من الأفلام التي عُرضت ضمن برامج متعددة، من بينها “السينما السعودية الجديدة” ومسابقة الأفلام القصيرة، التي استعرضت تجارب شبابية طموحة قدّمت أعمالًا جريئة رغم محدودية الموارد.
ويمثّل الاهتمام المتزايد بالأفلام السعودية القصيرة إحدى أبرز سمات الدورة الخامسة، إذ حملت هذه الأعمال موضوعات متنوعة، وأساليب سردية مبتكرة، وصورًا بصرية تلتقط تفاصيل الحياة اليومية والتحولات الاجتماعية والثقافية في المملكة، في مؤشر واضح على ظهور جيل جديد من صانعي وصانعات السينما في المملكة.
ومن أبرز المشاريع التي كشفت عنها الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي فيلم الكرتون «السمكة الذهبية»، الذي يمثل تطور التجارب المحلية في مجال التحريك وبحثها عن لغة سينمائية خاصة. وتحت مظلة فعالية “المرأة في السينما” عُقدت جلسات متخصصة تناولت قضايا التمويل، وتحديات التطور المهني، وأساليب السرد السينمائي للمخرجات في الشرق الأوسط والعالم، بحضور نجمات وصانعات أفلام عالميات للكشف عن احتياجات القطاع، من ذلك تطوير البنى التحتية، وتوسيع فرص التوزيع، وتعزيز برامج الدعم المؤسسي.
وتعزز الفعالية رؤية المهرجان في إطلاق برامج ذات أثر مباشر على تمكين المرأة، من خلال دعم الإنتاج المحلي وتوفير آليات تمويلية وفنية للمواهب الصاعدة؛ وأهمية الدور المؤسسي في تعزيز حضور المرأة في صناعة الأفلام السينمائية، ودفع مسارات التمكين والإنتاج نحو تحقيق نهضة سينمائية مستدامة.
ويؤكد هذا التوجه أن مهرجان البحر الأحمر لا يقدّم منصة للعرض فحسب، بل يشكل بيئة محفزة لاكتشاف الأصوات الإبداعية الجديدة ودعمها في مسيرتها المهنية.
