كتاب واصل

⚽️ ” المنشآت تكبر .. والمواهب تصغر .. !

حين تغيب العفوية بين أضواء الملاعب تختنق الموهبة في زوايا التنظيم ..!

✍️ بقلم: فهد الرياحي

في زمنٍ تتسابق فيه الاندية و الأكاديميات والملاعب الحديثة
ويشد الإعلام أنفاسه نحو كل موهبة محتملة …
تبدو المفارقة مؤلمة :
كل شيء يتطور .. إلا الموهبة تتراجع ..!

كلما اتسعت / المنشآت
ضاقت المساحات ” التي كانت تخرج منها النجوم بالفطرة
وتحوّل الشغف إلى روتينٍ منضبط
والحلم إلى جدول تدريبي لا روح فيه ..!

واختفت تلك العفوية التي كانت تُنجب الأساطير ..
من أحياءٍ ترابيةٍ بلا مدرجات ولا أضواء .

في زمنٍ مضى
كانت الملاعب الترابية تصنع الحلم.”
لم تكن هناك أكاديميات
ولا مدرّجات حديثة
ولا إعلام يتسابق على تسليط الضوء …

ومع ذلك
صنعت تلك الملاعب البسيطة جيلاً موهوباً
يلعب بشغف وحب
ويصنع المجد بخطواته الأولى
بين غبار التراب وحماس الحارة .

رغم أن الملاعب باتت خضراء
والمنشآت متطورة
والإعلام حاضر في كل زاوية…
إلا أن المواهب اختفت ..!

سؤالٌ يتردّد في ذهن كل متابع رياضيٍّ :
كيف اختفت الموهبة . ونحن نعيش زمن الإمكانيات ..؟
ربما لأن الموهبة لا تصنع
بل تُكتشف وتغذى بالشغف .

الجيل القديم كان يلعب بدافع الحب لا المصلحة بالشغف لا بالطموح.
لم يكن ينتظر عقداً أو كاميرا أو شهرة .
كان يلعب لأنه يحب أن يلعب
كانت الكرة وسيلة للتعبير ..
لا وسيلة للظهور .

اليوم تغيّر المفهوم .
صار اللاعب ينتظر الفرصة قبل أن يصنعها
وصارت الأكاديميات “تخرّج متدربين”
أكثر من أن ” تخرّج مبدعين” .

” اختنقت الموهبة داخل إطار الانضباط . وضاعت العفوية والشغب الكروي الذي كان يصنع الفارق ” .
لقد تغيّر المحيط أكثر مما تغيّرت الموهبة نفسها.

فالموهوب لا يحتاج إلى ملعبٍ فاخر .. بقدر ما يحتاج إلى بيئةٍ تؤمن به ومدرّبٍ يرى فيه ما لا يراه الآخرون . وإعلامٍ ينصفه لا يسقطه.

القضية ليست في الإمكانيات
بل في الروح التي تحرّكها
فمن يلعب في الحارة
يسبق من يتدرّب في أعظم المنشآت.

وهنا يكمن السرّ الحقيقي :
أن الموهبة لا تولد من
الأرض التي تُروى بالماء
بل من القلوب التي تُروى بالشغف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى