بطل من وطن الأبطال!
بقلم / عبدالناصر علي الكرت
في سجل المجد السعودي تظل أسماء الأبطال محفورة بحروف من نور، تحمل قصص الشجاعة والتضحية والإقدام. ومن بين هذه الأسماء يبرز اسم إبراهيم بن بادي الخزمري الزهراني أحد رجال الجيش السعودي البواسل، الذي يعدّ أنموذجاً مشرّفاً في البسالة والثبات، حتى أصبح قصة تُروى ومثالاً يُحتذى.
لقد كان إبراهيم فارساً مقداماً يقتحم ميادين القتال بكل شجاعة مؤمناً بقضيته، مدركاً أن حماية الوطن أمانة عظيمة لا تُقاس بثمن. وفي لحظة مواجهة مع الأعداء في مواقعهم وهو مقبل غير مدبر باغته لغم أرضي غادر زرعته أيادي الحوثيين، ليأخذ منه قدميه لكنه لم يأخذ منه العزم ولا الشموخ. سقط الجسد لكن الروح بقيت واقفة، والهمة ازدادت علواً وكان الألم وقوداً جديداً لإصراره على البقاء فارساً مغواراً في ساحات البطولة.
عاد إبراهيم من رحلة علاج طويلة امتدت لسنوات خارج الوطن، لكنه عاد كما يغدو الأبطال شامخاً مرفوع الرأس كالجبل الأشم لا تهزه العواصف، يحمل في قسماته ملامح الصبر والإيمان، وفي كلماته نبرة الفخر والاعتزاز، يتمنى لو أن الظروف تسمح له بأن يعود إلى الجبهة، حيث يقف رفاقه على الثغور دفاعاً عن الدين حمايةً للحدود وصوناً لأمن الوطن الغالي.
وكانت لحظة عودته لوحة وطنية مهيبة، إذ استقبله المسؤولون العسكريون والمدنيون والمواطنون استقبلوه بالحب والترحيب والإجلال، وتوافد عدد من أبناء المنطقة فيما بعد للسلام عليه وتقدير بطولاته يقرأون في عينيه دروس العزيمة، ويشعرون في حضرته أن التضحية من أجل الوطن شرف عظيم لا يناله إلا الكبار.
إن إبراهيم بن بادي الخزمري ليس مجرد اسم في ذاكرة القرية أوالقبيلة أو المنطقة، بل هو رمز وطني خالد يعكس صورة الجندي السعودي الذي يقدّم أغلى ما يملك ليحيا الوطن عزيزاً شامخاً. ومثل هذه النماذج المضيئة جديرة بأن تُخلّد أسماؤها على شوارعنا وساحاتنا .. ليبقى ذكرهم حياً في أذهان الأجيال القادمة، وليتعلّموا أن الأوطان لا تُبنى إلا بالتّضحيات ولا تُحفظ إلا بالدّماء الزّكية.
ويستاهل ابن بادي بأن يطلق اسمه على أحد الشوارع في إحدى مدننا، ومن المؤكد أن المسؤولين أكثر حرصاً على تكريم الرموز الوطنية وتثمين مواقف الأبطال وفاءً لمن قدّم للوطن ما لا يُقدّر بثمن، وتعبيراً عن النهج الأصيل الذي تسير عليه قيادتنا الرشيدة في تقدير الشجاعة والبطولة.
فقد أثبت إبراهيم أن البطولات لا تُقاس بما يملكه الجسد من قوة، بل بما يحمله القلب من إيمان وما تحمله الروح من ثبات. فهو أنموذج رائع ومشرّف لرجال القوّات المسلّحة، ورمز شامخ في ذاكرة الوطن..يروي لنا أن التّضحية سبيل المجد، وأن حبّ الوطن عقيدة لا تُهزم أبداً.