لقد أسمعت لو ناديت حيـًا.
بقلم د. فهد ال دهيس الزهراني
الأفكار السلبية اشبه بالوباء سريعة العدوى والانتشار … لا تعرف الاستئذان تهبط فجأة داخل فكر الفرد وتحل لعنتها عليه إلى ان يجد اللقاح المناسب ويبرأ منها …. في الغالب وفق قوانين السنن الكونية والطبيعة يستنفر الجميع لمكافحة هذا الوباء …. وفي المجمل العام يخرج هذا الاستنفار بنتائج تحد منه …. ولكن أن يأنس المصاب بالوباء فيتشبث فيه …. تلك حكاية تستحق أن تُروى
يُخبرني أحد الأصدقاء يُشرف على دورة لعدد 32 فرد تنتهي بالتوظيف … يشكون بأسهم فهم يرون أنهم يستحقون مكانة وظيفة أفضل مما ينتظرهم …. شكاؤون متذمرون يتقمص كل منهم دور الضحية بسيناريو يتفنن كل منهم بمساحات إضافية من الشفقة والعطف … والله العظيم لن يزيدوا فوق بؤسهم إلا المزيد من السخرية واشمئزاز الاخرين عليهم
أنت المسئول فيما أنت فيه …. وأنت الذي أوصلت نفسك إلى ما أنت فيه … ومع ذلك / تظن بأنك تستحق أفضل مما ينتظرك …. تستطيع إن اردت …. فلقاح الوباء بيدكــ والشفاء ينتظركــ واجزم أن الوباء هو من سئم منكــ ويرغب بالخلاص
ويضيف صديقنا أن هؤلاء الافراد غارقون في مسارين يُهدد حياتهم ويضعهم في دهاليز الإخفاق والفشل ( إيمان مُطلق بالحظ والنصيب ومسار مليء بالمفاهيم القاصرة والخاطئة عن القضاء والقدر وأنهم مُجبرون بما هم فيه ولا حيلة لهم )
ونقول لهؤلاء الغارقون في مستنقع الاماني والتمني والاوهام
ليس هناك حظ وصدفه …. هناك سنن وقوانين كونية هي التي تصنع ما تراه حظ او بركة … فتعرف عليها وانهض من سباتك العقيم
أنت مخلوق ذو شأن عظيم مُكرم ومُفضل على كثير من خلقه …. خليفة الله في الأرض مأمور بإعمارها بالعمل الصالح وقد هيء سبحانه وتعالى الأسباب والسن الكونية لهذا الاعمار الصالح بل أضاف سبحانه وتعالى فوق التكريم والتفضيل بأن سخر لك ما في الكون للاستفادة منه كيفما تشاء وبما تشاء ( سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا) الجاثية 13 … خلق سبحانه وتعالى واوجد كل شيء بقدر …. وجعل الوصول إلى أي شيء مهما كان نوعه أو حجمه وفق قوانين وسنن كونية ثابته وعادلة للجميع في كل زمان وفي كل مكان (فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا) فاطر43 وجعل هذه السنن ثابتة وعادلة ومتساوية الفرص والظروف وهي هبة الله للجميع ( نُّمِدُّ هؤلاء وهؤلاء مِنْ عطاء رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عطاء رَبِّكَ مَحْظُورًا )الإسراء 20 وإعطاء سبحانه وتعالى المشيئة وحرية الاختيار والقرار لهذا الانسان ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) التكوير 29 ( ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات ) البقرة 148… ويدعون جلى شانه بالتسابق للعمل الصالح فاستبقوا الخيرات … وبقدر سعيك إلى ما تريد سوف تحصل عليه (لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى ) وسوف تتضح نتائج هذا السعي ( وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ) …. (إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَ) الإسراء 7 ( وما ربك بظلام للعبيد) فصلت 46
إذن كُل ما أنت فيه سببه أنت … وكُل ما تريد أن تصل إليه الأسباب مُسخرة وبيسر وسهولة …. توكل على الله واعزم على العمل الجاد وستجد ما يسرك ويُرضيك