تخيّل نفسك أن الله يكلمك
بقلم/ عائض الشعلاني
دعونا جميعاً نتخيل و نعيش لحظات مع الخيال أن الله يكلمك لوحدك و بشكل مباشر وأن كل آية من القرآن موجهة لك أنت وحدك وأنه سبحانه يخاطبك بإسمك وحالك ورسمك وتخيل أن الرسول محمد صل الله عليه وسلم يجلس أمامك وعينه بعينيك ويتحدث معك ثم يقول يافلان أرفق بنفسك إن الله يسمع ويرى ،، كيف يكون شعورك في تلك اللحظة .
ياترى هل سيكون حالك الآن لو كنت مع الله ومع رسوله كما أنت عليه ،، أم أن وضعك حتماً سيكون مختلفاً ،، لن تكون منافقاً كذوباً متملقاً ” مهايطي ” ولن تكون قاطع رحم وأكلاً لأموال اليتامى ومن المؤكد أنك لا تكون ظلوماً أو آخذاً لحقوق الخلق أو متعدياً على أحد بلفظ أو بفعل .
لو تخيّلت ذلك وسمعت الأيات التالية تتلى عليك بشكلٍ مباشر كيف يكون كيانك وعقلك ومشاعرك .
{إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا * إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا}
{وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون}
فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم
قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله
ونحن أقرب إليه من حبل الوريد
ادعوني أستجب لكم .
—————————————————
كم مرة سمعنا هذه الآيات والكثير منها في الخطب والمواعظ ،، هل وصل بنا اليقين إلى تصديق ذلك وهل امنا وتقيدنا به فعلاً ،، لو احدنا استقبل كلام الله على أن ذلك رسالة خاصة له لأعدنا التفكير وتحرك لدينا الضمير الميت والنفس المتقاعسة عن أداء تلك الواجبات والمهمات التي خُلقنا لأجلها فقط ،، وانفتح ذلك القلب الذي عاش طويلاً في غيه ،، عندها قد تتسأل هل ستكون صلاتنا مع تلك اللحظات بتلك المشاعر ،، ام تلك التي نفعلها كل يوم كروتين يومي باهت و هل سيكون تعاملنا مع الناس وخصوصاً اهلنا وأولادنا والضعفاء والمساكين واليتامى من الناس كما هو حالنا اليوم .
كُلنا لا شك يقين وإيمان بوجود الله ورسله وتصديقاً باليوم الآخر والملائكة وكتبه والقدر خيره وشره و بما انزل على نبينا محمد ولكننا بحاجة قوية إلى الرجوع الفعلي إلى قال الله وقال الرسول ليس عادة بل عباده وليست أقوالاً بل أفعال نقوم بها ونحن موقنون بها ،، ليتنا نعود لكتاب الله لا كواجب ديني فقط بل كرسالة شخصية ، وليّتنا نسمع حديث الرسول صل الله عليه وسلم كأننا نحن المخاطَبون لا الغائبون .