“أبي”
مَا كُنتُ يَومًا بَاحِثًا عَن ذَاتِي
فَإِذَا نَظَرتُ وَجَدتُ فِيهِ صِفَاتِي
أَمضَيتُ دَهرًا تَحتَ ظِلُّ لِوَائِهِ
مُستَمتِعًا فِيمَا مَضَى بِحَيَاتِي
وَإِذَا أَلَمَّت بِي صُرُوفُ زَمَانِيَا
آوِي إِلَيهِ لِكَي أَبُثُّ شِكَاتِي
فَيَظَلُّ يَحضُنُنِي بِلَا قَيدٍ وَلَا
يَنتَابُهُ مَلَلٌ لِسَمعِ أَسَاتِي
وَإِذَا اعتَرَانِي مَا أَخَافُ فَإِنَّهُ
يَحوِي الفُؤَادَ يَقُولُ هَاكَ عَبَاتِي
وَأَلُوذُ فِي حُضنٍ تَعَاظَمَ وِدُّهُ
نَبَضَاتُهُ تُحيِي تَلُمُّ شَتَاتِي
قَبُّلتُهُ فِي ذَاتِ مَرَّةَ قَائِلًا
عَينَاكَ بَحرٌ لَيتَ فِيهِ سُبَاتِي
مَا كُنتُ أَحمِلُ هَمَّ دُنيَا إِنَّنِي
بِكَ يَا أَبِي أَعلُو فَأَنتَ عَصَاتِي
هَتَفَ النَّذِيرُ بِمَوتِهِ وَلقَد دَرَى
بِمَمَاتِهِ هُم يُعلِنُونَ وَفَاتِي