كتاب واصل

ومات العم احمد

الكاتب/ نايف الخمري

قال الله تعالى (كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون *والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين)

أكتب هنا اليوم عن إنسان طيب القلب بسيط المظهر متواضعاً ودوداً قلبه أبيض يحمل الحب لكل الناس، رجل معجون بحب الخير ومساعدة الغير تجده دوما مبتسماً في كل الظروف والأحوال، ظل وفياً لمهنته ومحباً للخير والعطاء كان يعمل في مدرسة رغدان المتوسطة وكان يمتلك أيضاً دكاناً صغيراً لبيع المواد الغذائية البسيطة بسوق الأحد برغدان وكنا نذهب للشراء منه في فترات العصاري وكانت الحياة بسيطة وظروف الناس المعيشية صعبة في ذلك الوقت وفي كثير من الأحيان لا يقبل أن يأخذ منا النقود مراعاة لظروفنا، لقد غمرنا بكرمه الفياض وعطائه وإنسانيته بعيداً عن المظاهر الكذابة، يذكرني بجدي ـ رحمه الله ـ بعطائه الذي لا حدود له 

موت ـ العم احمد ـ الذي تملكني حفز ذاكرتي المليئة بمواسم الحزن ،عندما كنا تلاميذاً بالمرحلة المتوسطة برغدان والتي عشنا فيها أحلى أيام الشباب المحتشدة بالأحلام وكان يزف لنا البشائر في نهاية العام الدراسي قبل موعد إعلان نتائج الاختبارات ونحن نترقب النتائج ومشاعر القلق تسيطر علينا والخوف يغشانا ويأتي ليدخل الفرح والسرور في نفوسنا ويبذل مجهودات جبارة رغم الصعاب التي تواجهه حينما يذهب لإدارة المدرسة ليأتينا وهو يزف لنا أولى البشارات ونحن ننتظر بشائر الخير تهل علينا بالخبر السعيد على مسامعنا من العم احمد ويعود لنا وهو يشع بالأمل مُبتسماً ويبث الطمأنينة في قلوبنا والثقة في نفوسنا ويتحدث إلينا بصوت منخفض لكي لا أحد يلاحظه من المعلمين وكأننا أبناءه البررة ويدعو لنا بالتوفيق والتقدم قائلاً مبارك لكم النجاح أيها الشطار وكانت بشاراته تغمر قلوبنا بالسعادة والفرحة الغامرة وكانت البهجة تملأ القلوب وفرحتنا لا تقدر بثمن وأعيننا تنظر بكل أمل وتفاؤل إلى مُستقبل باهر مُشرق ومشاعر الفرح والسعادة تزداد في نفوسنا ، وكانت تلك البشارات لها طعم خاص ومميز لنا، كان لطيفاً معنا ترك بصمته في قلوبنا وترك أثراً طيباً خلده، شهد به كل من عرفه وتعامل معه وترك ذكرى عطره ستبقى خالده لأسرته ومحبيه وعارفيه الذين تقاطروا في عزاءه، كان مُشرق النظرة متهلل الأسارير تنعكس على وجهه مشاعر المحبة والمودة وأسمى معاني الوفاء والمرؤة دوما يجود بالبسمة والضحكة تشعر بالألفة عندما تلتقيه لأول مرة يحب الجميع بكل أريحية ، ما زلت استذكر دائماً واستشعر كلماته الخالدة في حقي وأنا أستلهم منه النصيحة التي تنير الطريق لمستقبل مُبهر فكان لي في داخله مكانة خاصة ومميزة ، رحم الله العم احمد بن حسن فقد كان طيّب القلب مُبتسماً كانت مواقفه إنسانية مُشرقة بالخير، كان متفان في رضائنا وسعيداً لنجاحاتنا، قريباً منا تعلّمنا منه الثقة والمحبة والود. غرس فينا حب التعلم والدراسة. 

نسأل الله أن يتقبّله في جنات النعيم وأن يغفر له ذنوبه ويلحقه بالصالحين، اللهم تقبله قبولاً حسناً واعف عنه واغفر له وارحمه وادخله الجنة مع الأبرار .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى