كتاب واصل

هواية صغيرة… تكتشف بها ذاتك وتغيّر بها حياتك

د.خالد الغامدي اخصائي نفسي وخبير تربوي

قد تمرّ بك لحظات تشعر فيها بأن كل شيء أصبح باهتًا… لا شغف في العمل، لا دافع للدراسة، حتى الحياة نفسها تبدو ثقيلة ورتيبة. وربما وصلت إلى مرحلة التقاعد وتساءلت في صمت: ماذا بعد؟!

ذلك الشعور بالفراغ الداخلي لا يفرق بين طالب وموظف ومتقاعد، لكنه يزور الجميع بلا استئذان. فتجد نفسك تائهًا، لا شيء يشعرك بالإنجاز، ولا شيء تنتظره بشغف…

لكن، ماذا لو كان الحل أبسط مما تتخيل؟

ماذا لو كانت “الهواية” التي تراها شيئًا تافهًا أو ثانويًا، هي مفتاح عودتك للحياة، لبريق عينيك، ولصوت داخلي يقول: أنا ما زلت أعيش، وأستحق أن أستمتع؟

دعني أخبرك لماذا يجب أن تحاول… فقط تحاول… أن تكون لك هواية.

الهوايات ليست ترفًا، بل هي من أقوى أدوات إعادة التوازن النفسي والذهني. في أوقات الفتور والتشتت، تصبح الهواية متنفسًا حقيقيًا، تعود بها إلى نفسك، وتستعيد من خلالها طاقتك. والأجمل أنها تعطيك مساحة للفعل دون ضغوط، دون أحكام، فقط أنت وما تحب.

ربما تقول: لا أملك هواية، لا أعرف من أين أبدأ. والجواب بسيط: ابدأ من حيث أنت. تذكّر ما كنت تحبه في طفولتك، جرّب القراءة، الركض، الرسم، الطهي، التصميم، أي شيء يجعلك تنسى الوقت وأنت تمارسه. ومع التكرار، ستجد شيئًا يلامس روحك ويشبهك.

لا تنتظر الحماس، لأنه لن يدوم. لكن ما يدوم هو ما تصنعه أنت بالاستمرار. قاعدة بسيطة تقول: إذا داومت على شيء 40 يومًا، صار عادة في حياتك. فقط التزم، ولو بوقت قصير يوميًا، وستندهش من النتائج بعد فترة.

تذكّر أن الحافز الخارجي مؤقت، أما الحافز الحقيقي فيولد من داخلك. من رؤيتك لتغيرك، من شعورك بالتحسن، من إدراكك أنك تقدمت ولو خطوة.

وأخيرًا، لا تنس أن لك ربًّا كريمًا لا يعجزه شيء. اطلب من الله التوفيق، وابدأ بما تقدر عليه، وافتح لنفسك بابًا جديدًا.

اجعل لنفسك هواية… تعيد إليك روحك، وتملأ فراغك بشيء تحبه.

ولا تنسَ، أن مع الله… كل شيء ممكن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى