نايف الخمري/ كاتب صحفي
دراسة الماضي لمن يريد التخطيط للمستقبل. (كونفوشيوس)
صيف الباحة هذا العام جاء بعنوان ـ تراث وسياحة ـ وذلك تعزيزا للهوية والتراث وإبراز المقومات التراثية لمنطقة الباحة وتعزيز حضورها كوجهة تراثية وسياحية وثقافية هامة لما تمثله الباحة من تراث وثقافة، حيث أصبحت الباحة اليوم تمتلك كل مقومات السياحة المتنوعة، وكانت مبادرة الأستاذ محمد مسفر الغامدي ـ صاحب متحف الأخوين ـ لاستضافة نجوم المناطق المشاركين في قناة الواقع رائعة بكل المقاييس والتي تُسجل كواحدة من الفعاليات الهامة التي كانت الختام لفعاليات صيف الباحة، هذه المبادرة الفردية النوعية أو الجماعية التي تميزت بالبساطة والسهولة في التنفيذ بعيداً عن بعض التعقيدات الأخرى كان جهداً كبيراً في التنظيم والأداء بمشاركة العديد من الجهات وبحضور أمين المنطقة رئيس اللجنة التنفيذية لصيف الباحة الدكتور علي السواط، حيث التراث والموروث الشعبي والبيوت التراثية والحصون الشامخة التي تهمس بالتاريخ والقلوب التي تنبض بالكرم بعبق الماضي الجميل. حضر الفن الشعبي حيث الأصالة والجمال وحضر نجوم الشعر حيث التميز والإبداع وارتفعت الجنابى في أيدي النشامى ولمع وهج السيوف في سماء الباحة يعانق الضباب والبروق، بلا شك تأتي هذه المبادرة لمزيد من روابط المحبة والتعاون وللتعريف بمنطقة الباحة وتراثها المتنوع وموروثها الشعبي الغني الذي هو هوية أبناء غامد وزهران والباحة تمتلك تاريخاً عريضاً من الثقافة والأدب والشعر الشعبي وتستحق الزيارة والاستمتاع فيها لكي يتعرف الأخرون على ثقافة أهلها ومجتمعها وانجازات أبنائها. لقد استطاع الأستاذ محمد إبراز التراث والموروث الشعبي والعادات والتقاليد الأصيلة لمنطقة الباحة في صورة مضيئة والتي هي جزء من الهوية الوطنية والمحافظة عليه من الاندثار من خلال متحفه الخاص الأكثر جاذبية بأركانه الجميلة والذي يجسد من خلال معروضاته الغنية والمتنوعة الأصالة والعراقة التي تعكس التراث الشعبي لمنطقة الباحة، هذا المتحف الذي أصبح يستقطب أعدادًا كبيرة من الزوار من داخل المملكة ومن مختلف دول الخليج، وأصبح قبلة للزوار والسياح والمهتمين وذا صدى واسع لما يتميز به من موروث ثقافي، وفي تلك الاحتفالية الكرنفالية الجميلة ـ يوم من الماضي ـ التي أقيمت في قرية المفارجة والتي ضمت العديد من الأنشطة المتنوعة لعدة أيام والذي قدم الأستاذ محمد فيها الموروث بطريقة جميلة أمام الجميع تدعو للفخر والاعتزاز، لقد شعر الحضور بأنهم بين أهلهم وأصدقائهم وقد أتضح ذلك في عيونهم وكلماتهم حيث كانت علامات الفرح والسرور مُرتسمة على وجوههم وهم يتبادلون الحب والوفاء وقد سعدوا ببالغ الحفاوة والاستقبال وكانت الابتسامات على محيا الجميع تعلوا وجوه الحاضرين في تلك الاحتفالية التي شهدت حضوراً لافتاً تجلت فيها صور العرضة الشعبية الجميلة والمحاورات الشعرية في أبهى صورها، هذه الاحتفالية الجميلة جاءت استجابة لدعوة الأستاذ محمد لنجوم المناطق الذي تميز فيها بالفكرة والسبق والمحتوى للتسويق للسياحة في منطقة الباحة والتعريف بتراث ومنطقة الباحة أكثر من خلال نجوم المناطق الذين عاشوا لعدة أيام تجربة فريدة غنية وعميقة من الإخاء والوفاء وحُسن الاستقبال التي تجلت فيها معاني الحب والوفاء وأنا على يقين تام بأنها ستظل في نفوسهم وسيصل أثرها ويمتد في نفوس الآخرين عن الباحة وأهلها من طيب اللقاء وكرم الضيافة وحُسن الخُلق وكريم العادات والتقاليد لأهل هذه المنطقة وبدورهم سوف ينقلون الصورة الجميلة عن الباحة وأهلها لمناطقهم من خلال الأيام الجميلة التي شهدوها ..
هذه الاحتفالية الجميلة قد فجرت كثيراً من الطاقات الإبداعية الكامنة في الصدور عن أبناء الباحة من الشباب الواعين المُتحمسين الذين يؤمنون بالتنمية الاجتماعية والمبادرات الجميلة والفعل الثقافي الرفيع والذين يقدمون عملهم بمهارة وإتقان وعن علم ومعرفة تتساوى مع إيقاع العصر وطبيعته والتي اتضحت من خلال إبداعاتهم ومساهماتهم ومشاركاتهم في تنظيم ونجاح هذه الاحتفالية الرائعة التي عكست أسمى معاني الكرم والأصالة والسخاء لأهل هذه المنطقة،
تلويحة:
الأستاذ محمد مسفر مهما قلت لكم وعنكم فإنه أقل بكثير مما قمتم به ومهما قدمت من عبارات الشكر والتقدير والإجلال فهذا قليل، فقد قدمت الباحة في أجمل صورة من خلال برنامج قناة الواقع حتى أدهشت الجميع فيه بتعاملك الراقي وحضورك اللافت المٌميز وأخلاقك النبيلة، شكراً على دوركم البناء الذي يستحق الإشادة من خلال هذا الفعل الثقافي الرفيع شكراً على تلك الجهود الطيبة التي ساهمت في تحقيق النجاح لهذه الاستضافة والاحتفالية، وعلى عطائكم الرائع فقلد أسعدني هذا العمل التي تجلت فيه روح الانتماء والوفاء بكل وضوح من خلال حفل يوم من الماضي ، شكراً لكل من ساهم وشارك ودعم وبارك ..
