كتاب واصل

تطوير المهارات الناعمة مدخل للتحسين التربوي

أ.د. أحمد الحسين أكاديمي سعودي

يشهد العالم اليوم تحولات متسارعة في مجالات المعرفة والتكنولوجيا وسوق العمل، مما أوجد حاجة ملحّة لإعادة النظر في أهداف العملية التربوية ومناهجها وأساليبها. 

ولم يعد التركيز على الجانب المعرفي وحده كافيًا، بل برزت المهارات الناعمة كعامل حاسم في إعداد المتعلمين والمعلمين لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.

ومن هنا يصبح تطوير المهارات الناعمة مدخلًا استراتيجيًا لتحقيق التطوير والتحسين التربوي الشامل.

والمهارات الناعمة المقصودة هي مجموعة من السمات الشخصية والقدرات الاجتماعية والعاطفية التي تمكّن الفرد من التعامل بفعالية مع الآخرين وإدارة ذاته ومهامه. ومن أبرزها مهارات:

التواصل الفعّال، والعمل الجماعي والتعاون،والتفكير النقدي والإبداعي، والذكاء العاطفي، وإدارة الوقت والضغط، والتكيّف والمرونة، والقيادة، وحل المشكلات.

والناظر إلى العلاقة بين المهارات الناعمة والتطوير التربوي يجدها مدخلًا فاعلًا لتحقيق التطوير التربوي من خلال الأطر التالية:

 ١- تحسين أداء المعلمين: فالمعلم الذي يمتلك مهارات التواصل، والقيادة الصفية، والذكاء العاطفي، أكثر قدرة على إحداث تعلم فعّال.

 ٢- تحفيز التعلم النشط: إذ تشجع هذه المهارات على التفاعل، والتفكير النقدي، والتعاون بين المتعلمين.

 ٣- تحقيق التنمية المهنية: تسهم في بناء فرق عمل تربوية فعّالة، قادرة على التطوير المستمر.

 ٤- دعم القيم والاتجاهات الإيجابية: كالاحترام، والمسؤولية، والانتماء، وهي أهداف أساسية للتربية الحديثة.

ولايمكن أن نغفل عن بعض استراتيجيات المهارات الناعمة في المجال التربوي 

 من خلال توظيفها التوظيف الجيد، عبر:

١- إدماجها في المناهج الدراسية عبر الأنشطة والمشروعات والتعلم القائم على المشكلات.

 ٢- تدريب المعلمين على توظيفها في الممارسات الصفية والتقويم البنائي.

 ٣- استخدام أساليب تعلم حديثة مثل: التعلم التعاوني، والعصف الذهني، ولعب الأدوار، والتعلم القائم على التجربة.

 ٤- تبني ثقافة مؤسسية تشجع الحوار والتعاون بين الإداريين والمعلمين والطلاب.

 ٥- توظيف التكنولوجيا لتعزيز التواصل والتفكير الإبداعي والعمل الجماعي.

لكننا مع كل هذا التحسين كله نقف أمام جملة من التحديات التي تواجه تطويرها ومنها مايأتي:

 ١- ضعف الوعي بأهميتها في البيئة التعليمية.

٢- تركيز المناهج على المحتوى المعرفي بالدرجة الأولى.

٣- نقص برامج التدريب والتقويم المناسبة.

٤- مقاومة التغيير داخل المؤسسات التربوية.

ولتجاوز هذا السياج الحاجز يمكن النظر في بعض مقترحات تفعيل التحسين والتطوير مثل: 

بناء إطار وطني للمهارات الناعمة يحدد المؤشرات والمعايير التربوية.

 وتضمينها في برامج إعداد المعلمين ومناهج التعليم العالي. وتطوير أدوات تقييم نوعية تقيس اكتساب المتعلمين لهذه المهارات. وأخير تشجيع البحوث والدراسات التربوية حول أثرها في جودة التعليم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى