لماذ نقوم ونرفض التغيير دون التعرف عليه؟
د.فهد ال دهيس الزهراني
الإجابة هنا تحتاج العودة للوراء قليلا …. في سطرها الأول ( الأفكار تورث )
في فترة زمنية ماضية تتمحور حول 1980م ولأسباب وظروف متعددة ومتنوعة ـــ نتجاوز الشرح هنا ــــ دخلت مجموعة من السمات الشخصية في فكر معظم شباب ذاك الجيل كــــ (الاتكالية، اللامبالاة، ضعف استشعار المسئولية امام الواجبات المكلف بها الفرد وعدم اهتمامه بالنتائج التي تصل إليها) هذه السمات كما وصفها خبراء التنمية البشرية وعلماء النفس (مُهلكات الذات والشخصية …. ومستنقع كُل إخفاق وفشل …. وإن لم يتبرا هذا الفرد من هذا الإرث العقيم ستتوالى عليه وإليه نتائج جهوده وستستقر في مستنقع أحدهما ولا ثالث لهما الإخفاق أو الفشل وستكون التكلفة باهظة ومؤلمة …. قد يسأل سائل الفرق بين هذا وذاك / الإخفاق خطأ لم يتم معالجته في حينه والتأخير هنا يقود الفرد لخطأ أخر اكبر منه ويستمر فيه ويصل به إلى الفشل الذريع والذي يصعب معه الإصلاح وتكلفته باهظة … وحياة الفرد بمجملها العام يعيشها من خلال ثلاثة دوائر حياتية ومنها دائرة الراحة ورُكن هذه الدائرة إحدى تلك السمات (الضعف والجهل باستشعار المسئولية أمام المهام والواجبات المكلف بها الفرد) … وحتى لا يُزعج مضجع تلك الدائرة …. منذ البدء رفض كل تغيير دون التعرف عليه …. وهنا وجب التنويه للضرورة …. تطور الانسان للأفضل يتم من خلال سقف مُكتسباته المعرفية …. وهذا السقف ليس لهُ حد يصل الفرد إليه ويتوقف … هو سقف ينمو باستمرار من خلال الحراك المعرفي المتطور وبوابته واحدة فقط (التغيير) وعند صد هذا الباب عند كُل زيارة سيتوقف نمو ومكتسبات الفرد …. وليس امامه سوى آلية واحدة فقط كسر دائرة الراحة … والتعرف على كُل مًتغير … فإن اتضح المكسب والفائدة يتعرف عليه ويتقبله ويعمل به … وإن كان العكس حق لهُ الامتناع والرفض امتثالاً لقوله تعالى (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) الزمر 18.
(كُل ما ترغب فيه وتتمناه تستطيع إذا اردت)