الاكثر تأثير في صناعة الافكار 2 !

بسم الله وبالله التوفيق اسلفنا في المقال السابق أن هناك ثلاثة دوائر فكرية تتحكم في إدارة فكر وسلوك الفرد.
1- دائرة الاهتمام … وتم إيضاح اهم مايجب معرفته حولها في المقال الأسبق …. تبقى دائرتي التاثير والأخيرة اهم الجميع
2- دائرة التأثير …. قريبة من دائرة الاهتمام/ كُل ما لا ترغب فيه والفرق بأن لديك القدرة في إحداث تغيير في جزء ما من هذا الشيء …. مستقبل الأبناء كمثال …. لدى الكثير قلق وتخُوف على مستقبل الأبناء ….. نتعامل مع هذه الدائرة 1- قراءة الواقع قراءة شاملة ومتأنية 2- التخطيط … ويبدا بربط الواقع بظروف ومُعطيات الابن 3- طرح الخيارات المتوفرة وقراءة نتائج كُل خيار 4- مشاركة مع من يهتم بمستقبل هذا الابن … كــأفراد الاسرة مع إشراك الابن الأساس 5- اتخاذ القرار 6- خطط بديلة في حال تعرّض هذا الخيار لظرف يُخالف النتيجة المرغوبة والمتوقعة
3- دائرة الراحة … وهي أهم تلك الدوائر الثلاث …. ولها مسارين كُل منهما لايقل أهمية عن الاخر (سلبي، إيجابي) السلبي / دائرة تُقاوم وترفض كل تغيير وبشدة ولديها من الأفكار والقناعات الرئيسة ما يدعم هذا الرفض وهي مطمئنة … فهي تُفضّل الثبات والاستمرار على ما اعتادت عليه … فكل تغيير أيا كان نوعه أو صُغره يُسبب الازعاج والضيق لهذا الفرد … والأكيد أن مُعطيات هذه الدائرة في جانبها السلبي غير جيد ويتسبب بإضاعة الفرص للفرد ويجلب إليه مزيد من الصعاب والعقبات ويُضاعف تعقيداتها …. الحل العملي والفاعل والعلمي يبدأ … بإشعار العقل برفض هذا الروتين والرتابة في ثبات هذه العادات … وفق الخطوات التالية …. العقل الباطن من خلال تكرار الفرد لبعض السلوكيات بشكل مُستمر …. استنتج بأنها عادات مرغوبة ولديه القدرة لتثبيتها واستمرارها وفرضها على الفرد ومن خلال التكرار المستمر استطاع بناء جدار منيع حول هذه العادات بهدف صمودها أمام كُل رغبة للتغيير وهذا ما يجعل الفرد يشعر بالضيق والانزعاج عندما يُفكر بالتغيير …. الحل وبنفس المؤثر ( التكرار) وفق السيناريو التالي منذ البدء …. انهض من السرير من الجانب المعاكس لما اعتدت عليه … افتح باب الغرفة باليد اليسرى … قبل الجلوس في المكان الذي اعتدت عليه في صالون المنزل اذهب لإحدى الغرف بالمنزل وتأمل محتوياتها وحاول أن تأخذ شيء ما وتُغيّر موقعه ثم اذهب إلى زاوية تبعد حتى لو 50سم عن المكان الذي اعتدت الجلوس فيه …. وهناك من يأخذ ريموت الـتلفزيون ويبدأ في التنقل من قناة لأخرى ويستقر على ما اعتاد عليه … اختلاف بسيط … استقر على قناة مُختلفة ولو لدقائق ثم عد لما اعتدت عليه …. هنا قد يرى البعض انها أفكار متواضعة وسطحية قد تصل للبعض أنه سفه …. العقل الباطن لا يستجب للإجبار إلا في ظروف قاهرة … ونحن هنا لا نحتاج إلى هذه الظروف القاهرة للتغيير… العقل الباطن على قوته وتأثيره فهو لا يفرق بين الحقيقية والخيال …. يتعامل مع الأشياء كما تصله سواء بالكذب أو الخداع أو الحقيقية …. لتوضيح هذه الجزئية تحديدا الحصان الأزرق فاتح اللون الذي فاز في مسابقة العام الماضي …. الكثير هنا نصب في مُخيلته حصان باللون الأزرق الفاتح …. مع أن الحقيقة ليس هناك حصان بهذا اللون سمعنا عنه) هكذا العقل الباطن يتعامل مع الأشياء كما تصله ليس لديه السلطة للتأكد والتحقق … تلك وظيفة العقل الواعي … نعود للسيناريو السابق منذ النهوض من السرير حتى الجلوس في صالون المنزل …. تلك إشارات قوية تتعارض مع ما اعتاد عليه الفرد في سلوكه اليومي وتعني للعقل الباطن هناك غربلة قادمة في إعادة بناء العادات فيستعد لها مع تقبّل ما ترغب بإسقاطه أو اكتسابها ….
تمرين لتحقيق هذا التأكيد…. أصنع سيناريو مُتخيل على شكل شريط فيديو … في عادة ما ترغب في إسقاطها من ملف العادات لديك … وفي هذا الشريط المُتخيّل/ استعرض المكاسب والايجابيات التي ستصل إليك حال سقوط هذه العادة مع تخّيل السلبيات والعقبات والصعاب التي قد تصلك في استمرار هذه العادة السلبية ــــ تحسين هنا وتشويه هناكــ ــــ أفضل الأوقات لعرض هذا الشريط تلك اللحظات مابين النعاس والاستعداد للسبات … مع التكرار … في تلك اللحظات العقل الباطن يسترجع اعماله اليومية للتقييم والمراجعة ـــ دون أن تشعر بهذه المراجعة ـــ فتقوم انت من خلال ذاك السيناريو المُتخيّل بإضافته ضمن التقييم والمراجعة فيكون هين لين في حال خروج أو دخول عادة نرغب برحيلها أو استقبالها …. إلى الان هذه هي الآلية الأفضل والفاعلة مع أهمية حديث النفس والتمتمة معها بالتعليق على شريط الفيديو المُتخيّل مع استحضار مشاعر صادقة وحقيقية لما تتمناه
4- نأتي للجانب الإيجابي لدائرة الراحة …. مع التكرار والممارسة يجعل أي عادة نرغب اكتسابها مهما بلغت من العناد والنفور يسيره وسهل التطبيق وتدخل ضمن العادة اليومية والطبيعي … فنمارسها بشكل طبيعي وبثقة …. مثال للتوضيح وبه نُنهي مقالنا
في الماضي ليست رغبة فقط بل أمنية وشغف ( تعلم السياقة ) البدايات خاصة مع ناقل الحركة المسمى بالعادي ذات الأرقام الأربعة 1 ثم 2 …. وهكذا … البداية ضع القدم اليسرى على دواسة تغيير الحركة( الكلتش) وقدمك اليمنى على دواسة البنزين … ترفع قدمك اليسرى ببطء شديد ويوازي هذا البطء رفع القدم اليمنى ويديك اليمنى على ناقل الحركة ثم تسير السيارة وبعد وقت وجيز يُقاس بحدة صوت المحرك تبدأ بتغيير ناقل الحركة للرقم الذي يليه …. هكذا حتى تستقر على الطريق ويُحسب لك إنجاز ومتعة وفي البدء أيضا اعيننا وجميع مشاعر الانتباه واليقظة محصورة بين القدمين وناقل الحركة وحدة صوت المُحرك ونهمل من شدة التوتر والاضطراب الاخرين شُركاء الطريق … وإن كان هذا التوتر والاضطراب خف كثيرا مع ناقل الحركة الاتوماتيك
السؤال هنا (الآن!) من ذا الذي يهتم ويتوتر أثناء القيادة …. دخلت تلك الممارسة ضمن العادة الطبيعية والمطمئنة …
جميع العادات بمثل تلك القيادة ممارسة + تكرار … تسقط ما تُريد وتكسب ما تُريد …
إعادة للجزئية الأهم … كُل أوقات الهدوء مناسبة أفضلها للسبب الموضح أعلاه … مابين النُعاس والدخول في السبات تشغيل شريط فيديو مُتخيّل عن عادة ترغب بإسقاطها أو عادة ترغب اكتسابها ـــ شوّه هنا بأمثله تُساهم بإسقاط ما تُريد … وحسّن هناك بأمثله تُساهم باكتساب ما تُريد …. مع التكرار المستمر ومشاعر الرغبة المُلحة اصرخ بصمت من الداخل بالرغبة والتمني من عمق المشاعر (يارب) …. لماذا لأنه سبحانه وتعالى خير مُعين وهو تأكيد للعقل الباطن برغبتك الشديدة فيما تأمل فيه …
وبالله نستعين دوما في البدء وفي حُسن الختام .
دُمتم واحبابكم مُنّعمين بالصحة والسلامة والخير الوفير