كتاب واصل

اليد الخفية

بقلم / عائض الشعلان

نيفي زمن تختلط فيه المصالح وتتشابك فيه الأهداف ويتقوى فيه اصحاب النفوذ ،، وثمة أشخاص يعملون في الظل وفي عتمة الليالي بعيداً عن الظهور والأضواء لديهم استراتجيات مختلفه يغيبون عن المشاهد امام الناس في وقت أن حضورهم وتأثيرهم واضح للعيان ،، يحركون الأمور ويقفون خلف الستار ،، هم لايملكون مناصب او سلطه لكن لديهم المفتاح الخفي لدخول في عقول هؤولاء وقد ينقاد لهم دون أن يشعر أو لربما وافقت هواه ووجد من يهيؤون له الأسباب ويحققون له المراد .

هنا اتحدث عن اشخاص قد لايعرفهم الكثير ولايُرى لهم أي دور في الظاهر ولا الحضور الفعلي في كثير من المناسبات ،، لديهم اوقات معينه يظهرون فيها ثم يختفون عن الأنظار ،، لهم دوراً جوهرياً في التوجيه والقرارات و الإقتراحات قد يسمون ، أصدقاء المرحلة ، هؤولاء يستخدمون الأدوات الناعمة لتمرير أجندات معينة أو عرقلة ادوات أخرى لاتسير حول كوكبهم وتُستخدم لتهديد مصالح آخرين ليسوا من عالمهم وهذا متواجد في اغلب شرائح المجتمعات .

انا هنا لا ارفض اخذ المشورة من احد او تقبل وجهات النظر من الآخرين بل نشجع على ذلك لنخرج بعدد جيد من الأفكار النيرة .. ولكنني كمراقب أرى بأن اليد الخفية تلعب دوراً قوياً في تغيير بوصلة ذاك المسؤول وقد يكون مكمن الخطر في أصدقاء المرحلة لأنها تحافظ فقط على مصالحها واهدافها وهي معيار بالنسبة لهم و لكل شيئ يحدث هنا أو هناك ،، فتكون القرارات ملائمة فقط لرغبات اصحاب التأثير ولا يهتمون كثيراً بالمصلحة العامة الا مايوافق اهدافهم وكل ذلك بضغط خفي لا ينتبه له احد ولكن البعض قد يرون النتائج في كثيرٍ من المواقف ،، وقد يكون هناك مقترحات أو أراء طرحت سابقاً من خارج تلك الدائرة إلا أنه يتم اغتيالها في مهدها دون أن تشعر تلك الشخصية الاعتبارية او بموافقة ضمنيه غير معلنه .

هذه ليست في الخيال إنما هو واقع يعرفه الكثير من المجتمعات ،، هنا اتحدث ككاتب عن مجموعة لديها ادوات تستخدمها ويعتقدون بذلك أنه ذكاء وقد يكون كذلك و لكن ضررها عليهم أكثر من نفعها المؤقت وسيحملون أوزار قومٍ آخرين ،لأنها تؤثر سلباً على مصالح الناس أو يستغلون غفلتهم او جهلهم او طهارة قلوبهم ،، فإنما يأكلون في بطونهم أثاماً سيحاسبون عليها يوماً ما في الدنيا او الآخرة ،، فمثل هـؤولاء من يتكفل بأمر ،، ويتدبر برأي ،، وينقل وجهة نظر ،، وحقيقة الأمر إنما هي مؤامرة وإن اختلفت مسمياتها لتحويل وتوجيه البوصلة عن إتجهاهه الصحيح .

و من الضروري محاربة هذه الفئة الضالة المضلة في المجتمعات وخصوصاً المجتمع القبلي لأنها ارض خِصبة تنمو فيها وتتكاثر لتصبح معول هدم بين تلك المجتمعات ،، فهم يعملون غالباً لولاءات واهداف غامضه ،، فيتحول صانع القرار فيها الى رهينة لتلك الاهداف والمصالح الخفية دونما أن يشعر هذا لو أحسنا الظن فيه ،، فيجب على كل شخصية اعتبارية وحتى تتحرر من الضغط النفسي والمعنوي الغير معلن و ليبقى قوياً في اتخاذ قراراته للمصالح العامة والهادفه و البناءة لخدمة المجتمع ككل دون النظر للمصالح الضيقة والاهداف المشبوهه ،، فعليه أن يكون أكثر وعياً وإنتباهاً لذلك ويراعي الله سبحانه فإنه سيأتي إلى الله فردا وسيسأل عن كل شيئ كل شيئ وإن صغر حجمه أو كبر ،، فإننا نرى كثيراً ممن يهمس في الخفاء وتحت الظل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى