كتاب واصل

الاكثر تأثير في صناعة الافكار 1!!

بقلم /د. فهد ال دهيس الزهراني

بسم الله وبالله التوفيق في سطرنا الأخير من مقال الامس كيف نستطيع أضعاف الأفكار السلبية وتعزيز الإيجابي منها … أسلفت القول في المقال السابق إن كل ما يصل إلى الحواس الخمسة يدخل ويستقر داخل العقل الباطن “شئنا أم ابينا ” وبالامكان تحييد السلبي في موقعه وإضعاف تأثيره  

اتفقت مجموعة من الدراسات شاركت جامعة هارفارد في إحداها 

يستقبل عقل الانسان يوميا ما بين 60 إلــــى 80 ألف فكرة السواد الأكبر منها يقترب من 90% أفكار سلبية عبارة عن مخاوف، توتر، قلق، وأفكار خاطئة هنا وهناك …. والغريب والعجيب معا من هذه النسبة الكبيرة جدا أن ما يُقارب 80% من هذه النسبة السلبية 90% توقعات ظنية فقط بدأت وانتهت ولم يقع منها مما كان يظنه الفرد وحمل تبعات هذا الظن السلبي من قلق وتوتر طوال تلك الفترة …. 

موضوعنا / هنا هذه الأفكار السلبية تتجه مباشرة إلى الملف في الرف الخاص بها داخل العقل الباطن وتتربع الصدارة في موقع ـــ الإيجابي أولى به منها ــــ والأفكار الإيجابية الـــ 10% من مجموع الأفكار التي يستقبلها عقل الفرد يوميا تجد زحام ومُضايقة من الأفكار السلبية جزء كبير منها ينسحب ويفضل الهواء الطلق في الخارج على هذا الزحام المؤذي والمزعج جدا …. وإن استطاعت هذه الأفكار الإيجابية النفاذ والدخول للعقل الباطن … تستقر في مكانها في حالة إعياء وإرهاق فتفقد خاصية المبادرة والتأثير …. وحضورها إن استطاعت يظل هش وهزيل لا يُحقق الهدف المرجو منه  

سؤالنا كيف نستطيع تحييد الأفكار السلبية وإضعاف تأثيرها 

يعيش الانسان ويُمارس حياته الطبيعة من خلال ثلاثة دوائر فكرية 1- دائرة الاهتمام 2- دائرة التأثير 3- دائرة الراحة …. يهمنا منها دائرتين نستعرض إحداها في هذا المقال

دائرة الاهتمام / هي كُل ما يصل للحواس الخمس وبالذات ما تسمعه وتراه … يُثير أو لا يُثير اهتمامكــ … والفاصل هنا ليس لديكـــ القدرة لتغييره … وتحت الكلمات الأربعة الأخيرة عشرات الخطوط للتوضيح ( ليس لديك القدرة لإحداث أي تغيير في أي جزء منه) كالأحداث السياسية والاقتصادية العامة ، قضايا الفقر ، الغلاء ، الماضي بأحداثه المتنوعة ….. الاهتمام بهذه الأمور وما في حكمها يتجه مباشرة إلى احتلال مواقع داخل العقل الباطن ويُضيف إلى السوء السابق المتراكم سوء جديد

نقفز لسؤال عميق حضر في وقته ومكانه … الحل وخاصة أنه لا يخلو أي تجمع إنساني من الخوض في هذه الأمور وبالذات راي الناس في الناس. 

أمامك سيدي الكريم حل من اثنين1- تدخل هذه الدائرة وتخوض مع الخائضين وتُضيف لهذا العقل المغلوب على أمره معكــ ما لا ينفع ويضر وتُضيف أوزار من تتبعت سلبياتهم وذلك موضوع يطول الاسى والاسف فيه 

أو وهنا الحل الجميل/ حاول إخراج قائد هذه الدائرة من دائرة السوء إلى دائرة التأثير وسنتحدث عنها لأحقا … فإن استطعت تغيير واجهة الحديث جيد وإن لم تستطع فالتزم بقوله تعالى (فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره) وإن وجدت حرج من مغادرة المكان … كُن معهم ولستُ معهم وتلك مهارة مُلزم بتطبيقها لصالح ذاتك أولا … فكيف؟! / المثل الشعبي الرائع والفاعل جدا ( إليّ تسمعه من الاذن اليمنى خرجه من الاذن اليسرى) بمعنى لا تتفاعل في مثل تلك الأحاديث وكُن سطحي الاستقبال ليس لديك صدى يعود إليهم.. قد تجد شيء من الحرج بعدم مشاركتهم ــــ وليكن ــ وماذا سيكون قولهم فيك ( هو لايهتم بما لانفع منه … راي جيد/ أو هو يُطبق معنى الحديث الشريف (مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ، تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ) وهذا الراي أفضل مما سبق … ولتكن هذه هي شخصيتك أمام الاخرين …. من أهم فوائد هذه المهارة فيما يخص موضوعنا/ الحد من نفاذ الأفكار السلبية إلى العقل الباطن … فدخول من يستطيع منها سيكون ضعيف ومشوهه بتأثير إن حدث محدود ـــ وقت يذبل بموقعه ويتلاشى ــــ 

العقل هنا لدية آلية رائعة يقوم من وقت لآخر بفلترة أفكاره يطرد شيء منها خارج العقل وأخر يُكبل تأثيره … في المقابل يُمهد الطريق للأفكار الإيجابية ويساعدها على صدارة الموقف والمشهد 

قد يظن احدهم أن الامر ليس بهذا السوء فليدخل من الكلمات مايشاء أن يدخل وأنا المُتحكم والمُسيطر في كل ما يصدر منيّ …. نعم تلكــ مهارة متقدمة جدا تصنعها هذه المهارة ( ما تسمعه من الاذن اليمنى تُخرجه من اليسرى) مهارة خاصة بالتعامل الصحيح والايجابي داخل دائرة الاهتمام موضوع مقالنا لهذا اليوم … 

مثال للتوضيح 

مكتبة المنزل تلك التي هدف وجودها ديكور يعلو بجمال الصالون …. تجد الكُتب بأحجام والوان متعددة وتجدها في زحام شديد كُل كتاب يلتصق بأخر على مضض … هل تستطيع وضع كتاب أيا كان حجمه بجور كتاب أخر … ستضطر إخراج كتاب وادخل الجديد مكانه … وستجد صعوبة أي من الكُتب وجب إخراجه ليحل الجديد مكانه … وقد تضطر أيضا أن تُلغي فكرة ضم الكتاب الجديد رغم أهميته للمكتبة فتعيده من حيث اتى / هكذا العقل الباطن مُزدحم بكم مهول من الأفكار وتحتل السلبية الأكثرية …. 

استخدام تلك المهارة يعني فلترة المكتبة باستمرار والاولوية تكون للكتب القيمة أنيقة الشكل والمضمون

في مقالنا القادم بإذن الله نتحدث عن الدائرتين الحياتية المتبقة ونكون ختمنا الجزء الاشمل من مهارة إدارة العقل 

  دُمتم واحبابكم مُنّعمين بالصحة والسلامة والخير الوفير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى