كيف نتحكم في إدارة العقل

بسم الله وبالله التوفيق انتهينا بالأمس بمصطلح العقل الباطن وقدرته الهائلة التي تصنع شخصية الفرد وكيف لهذا العقل يؤسس شخص بمخرجات إيجابية وأخر عكسه تماما … جملة تكررت كثيرا في تلك المقالات ( كُل ما أنت فيه سببه أنت !! )يجب أن تعي تماما معنى هذه الجملة وما تهدف إليه …. ثم قف واستعد وتوجهه إلى الواجهة التي ترغب بها ( ولكل وجهة هو موليها ) البقرة 148 … هو .. من هو أنت تحتها خط واحد للعاقل الواعي والف تحت المتواكل اللامبالي … وأنت الاعم والاشمل من يختار ويُقرر هنا أو هناك …. فالخير كُله أيا كان نوعه أو حجمه يسّرهُ الله للجميع ( نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا)الاسراء 20 واوجد سبحانه وتعالى كُل شي بقدر وجعل الوصول إلي أي منها بقدر سعيك إليه كما وكيفا ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ) النجم 39 وستتضح نتائج هذا السعي ( وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ ) فإن سرك ما وصلت إليه وارضاك ذاك توفيق الله ومشئته الكبرى مع مشئتكــ انت التي سخرها الله لكـــ ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) وكُل ما أنت فيه حصاد جهدك وافكارك … إن احسنت لنفسك وإن اسأت فعليها ( وما ربك بظلام للعبيد ) فصلت 46 … تم إعادة الأسطر الأخيرة من مقال سابق … لأهميتها ففي الإعادة إفادة وفي التكرار تأكيد
لكل عمل مرجعيه تدفعه نحو هذا العمل أو ذلك … وكما يقول المثل الشائع ( كل إناء بما فيه ينضح ويتضح) بمعنى كل ما تريد أو تسعى للحصول عليه هو فقط داخل هذا الاناء …. لا تتأمل بشيء خارجه … فلن تحصل عليه ولن تستطيع …. هذا المثل هو نفسه العقل الباطن لن تستطيع أن تدفع بسلوك ما إلى واجهة ترغب بها إلا بأدوات هي في الأصل تم تخزينها داخل العقل الباطن مُسبقاً …. ولهذا الوصف سؤال / من المسئول عن ما بداخل هذا العقل … باختصار (أنت) ونتوسع بإيجاز بقدر أهميته
لم تتوقف الدراسات المُبهرة عن هذا العقل ففي كل مناسبة تظهر دراسة … أقل ما تتصف به … مُعجزة … كيف تكون مُعجزة … بل الإجابة الحق والصحيحة … لما لا تكون مُعجزة وهي خلق الخالق ارتقاء بها واودعها بكل أدواتها الإيجابية والفاعلة داخل هذا الانسان وفضلهُ عن سائر خلقه ….
العقل الباطن اشبه بجهاز الكمبيوتر … والميزة الأساس التي يسعى كل فرد لإقتناء هذا الجهاز او ذلك … ما يُسمى سعة التخزين … وهو مصدر فخر وتسويق شركات صناعة الكمبيوتر … ورغم كُل هذا التسابق المحموم مع الأجهزة المساعدة وأفضلها لم تصل لمنتصف عقل هذا الانسان والاستشهاد والتأكيد وسرد كمية الأرقام هنا يحتاج لمقال مستقل لتوضيح عدد الاصفار ومسمياتها والتوسع هنا يُحرج الايجاز وهناك نوافذ عدة قد تغني عن السرد ….
باختصار اشد يقول أستاذ علم الأعصاب الحاسوبية تيري سيجنوفسكي ـــ عن العقل ــــ أن النتائج المتوصل إليها كبيرة جدا، وأن الآثار العملية لهذا الاكتشاف لا تزال غير واضحة لحد الآن.
ويرى الباحثون -بحسب دراسة نشرتها الصحيفة الإلكترونية “إي لايف”- أن العقل البشري يمكنه تخزين ما يفوق مليون غيغابايت من البيانات، وهو ما يقدّر بنحو 4.7 مليارات كتاب، أو 670 مليون صفحة ويب.
يهمنا من هذا التوضيح البين والموجز جدا … كيف أستطيع ضبط جودة ما يستقبله العقل من معلومات وكيف أستطيع وضع سد يمنع دخول السلبي وبوابة ترحيب بالإيجابي
بصدق داخل الاطار العام لهذا الانسان (لا احد يستطيع صناعة هذا السد وهذه البوابة بشكل مُطلق… وإن كان هذا المطلق هو نسبِ بين فرد وأخر) …. كل ما يصل لحواس الفرد الخمس السلب والايجاب ينفذ دون استئذان للعقل الباطن …. ولكن تستطيع أن تُضعف تأثير السلبي وتستطيع أيضا أن تُحجزه في زاوية ضيقة يذبل من تلقاء نفسه وينتهي
وتُحسب لك القوة والانتصار وهو الأهم …
بإذن الله في المقال القادم نوضح كيف نُضعف وكيف نُحجز
دُمتم واحبابكم مُنّعمين بالصحة والسلامة والخير الوفير