كتاب واصل

الإعتراف فشل

بقلم  عائض الشعلاني

في هذا الزمن الذي تحوّل فيه كل شيء من العلاقات العامة والتواصل بين الناس وعموم مناحي الحياة ،، لم تعد الحياة كما كانت من قبل إنني أرى أننا نعيش فقط ولا نؤدي دوراً مهماً في العلاقات الإجتماعية على وجه الخصوص ،، نمارس الحياة عكس واقعنا و كما نريد أن يراه الآخر نحرص دائماً أننا نظهر بغير حقيقتنا نضحك أمام الجميع وفي لحظات الصور بينما تنهشنا الوحدة والحزن والألم ،، نبدو متماسكين بينما البعض في حالة إنهيار أو على وشك السقوط ،، نهتم كثيراً بالماديات كالفلل والسيارات الفارهه لتظهرنا دائماً بصورة القوي بينما نعاني من الداخل يحاول البعض إخفاء واقعه حتى لا يسقط في عيون الآخرين .

في العمق الداخلي قلق دائم وخفي 

ينهش في اعضائنا من الداخل غالباً لا نظهر على حقيقتنا ،، نوهم الناس أننا بخير بينما نضع على وجوهنا اقنعة لنخفي ملامحنا الحقيقية حتى أضعنا ملامحها الأصلية ،، ماذا لو رآنا الناس كما هي حقيقتنا ماذا لو اخلفنا كل التوقعات ماذا سيحدث .

هذا القلق الإجتماعي ليس مجرد هوس او طيف عابر بل نتيجة متوقعه لحياة مثالية لايحتملها الإنسان الطبيعي رغم تلك الظروف الإقتصادية والعوامل الأخرى التي يمر بها الجميع ،، بل كل هذا الإدعاء للمثالية فقط لإخفاء عجزنا أو ضعفنا أو خوفنا الداخلي لما يقوله الناس عنا ،، لأنه و بكل صراحة لا قيمة في هذه المجتمعات للإنسان العادي أو الضعيف ،، وهكذا نربي أجيالنا على أن النقص والخطأ والضعف عيب وأن الظهور الحقيقي بكل اطيافه من الصدق والتلقائية حماقه لا تغتفر ،، وأن الإعتراف فشل .

فنحن مع الظهور بمثالية مفرطة نخسر فيها أنفسنا قبل الآخرين ونضيّع على أنفسنا الراحة ونستهلك من أجسادنا التعب والإرهاق ،، لأن العلاقات التي تُبنى على الانبهار والتشبث بالماديات على حساب واقعنا يكون له سقوط يُسمع له دوياً فيلفت إنتباه الجميع فتبقى جروح لا تندمل وإن طال الزمان ،، فيموت ذلك السلام الداخلي الذي لا يتحقق إلا حين نقبل أن نكون كما نحن، لا كما يريده الآخرون ،، وحتى ينفك عنا القيد ونتحرر من عبودية الماديات و المثالية المفرطة لابد أن نعيش واقعنا الحقيقي ونكف عن التمثيل ليرانا الناس كما نحن عليه لا كما يريدونه وبكل تجرد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى