شكراً معلمينا..

مستشار تربوي وتعليمي
مع نهاية العام الدراسي، لا يسعنا سوى أن نرفع لكم العقال – بدل القبعة – تقدير لما قدمتموه لأبنائنا وبناتنا..
ولأجل ذلك نقول:
*أيها المعلمون.. أيتها المعلمات*
هل توقفتم يومًا لتتفكروا في حجم التأثير الذي تتركونه في حياة طلابكم؟ هل أدركتم أنكم لستم مجرد ناقلين للمعلومات، بل أنتم بناة المستقبل، وصانعو التغيير، ومصدر الإلهام لأجيال قادمة؟
في كل كلمة تنطقونها، وكل درس تقدمونه، وكل ابتسامة تمنحونها لطلابكم، أنتم تُشكلون عقولًا وقلوبًا. أنتم لا تقفون أمام الطلاب فقط يشرحون لتعليمهم القراءة والكتابة، بل لتعليمهم كيف يفكرون، كيف يحلمون، وكيف يصنعون عالمًا أفضل.
*أنتم من تصنعون القادة*
كل طالب يجلس في فصلكم اليوم قد يكون طبيبًا غدًا، أو مهندسًا، أو مسؤولا، أو حتى معلمًا مثلكم. أنتم من تزرعون فيهم بذور الثقة، وتعلمونهم أن الفشل ليس نهاية الطريق، بل بداية جديدة. أنتم من تساعدونهم على اكتشاف ذواتهم ومواهبهم، وتشجعونهم على السعي نحو أهدافهم.
*أنتم من يبنون القيم*
التعليم ليس مجرد مناهج وكتب، بل هو بناء شخصية. أنتم من تعلمون الطلاب الصدق، والاحترام، والتعاون، وحب العلم. أنتم من تساعدونهم على فهم أن النجاح الحقيقي لا يقاس بالدرجات فقط، بل بما يملكونه من قيم وإنسانية وأخلاق.
*أنتم من يغيرون المجتمع*
عندما تعلمون طالبًا، فإنكم لا تغيرون حياته فقط، بل تغيرون حياة أسرته، ومجتمعه، وربما العالم بأكمله. كل طالب يتخرج من فصلكم يحمل معه شيئًا منكم:
فكرة ألهمتموه بها!
قيمة زرعتموها فيه!
حلم شجعتموه على تحقيقه!
وهكذا، فإن تأثيركم يمتد إلى ما هو أبعد من جدران الفصل الدراسي.
*رسالة شكر*
لذلك أريد أن أقول لكم: شكرًا. شكرًا على كل جهد تبذلونه، وكل صباح تستيقظون فيه مبكرًا لتكونوا حاضرين لطلابكم. شكرًا على كل لحظة صبر، وكل كلمة تشجيع، وكل درس تقدمونه. أنتم تستحقون كل التقدير والاحترام.
*وأخيرا..*
عندما تشعرون بالإرهاق أو التعب، تذكروا أنكم لستم وحدكم. تذكروا أن هناك طلابًا ينظرون إليكم كمصدر إلهام، وأن هناك مجتمعًا كاملًا يعتمد على جهودكم. أنتم تصنعون الفرق، وأنتم تستحقون أن تفخروا بأنفسكم.