استراتيجيات تقويم التعليم الأخضر وفق المهارات الخضراء

يشهد العالم مخاطر عديدة في ظل قضايا البيئة وأزمة المناخ تعتبر قضايا البيئة كالتغير المناخي والحفاظ على التنوع الحيوي من القضايا العالمية التي أكدت على مواجهتها وإيجاد الحلول للتغلب عليها العديد من الدول والمنظمات الدولية ولعل من أبرز هذه المبادرات مبادرة سمو سيدي ولي العهد السعودية الخضراء، التي أطلقت عام 2021م. وتهدف الى زيادة الغطاء النباتي والحد من تدهور الأراضي وحماية الحياة البرية والموائل والتنوع الحيوي وتعزيز الاستدامة وقد تم الى الان إطلاق 77 مبادرة تعمل على تحقيق هذه الأهداف الأربعة ومن ضمنها توفر مصادر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح إمدادات كهربائية تغطي احتياجات 150 ألف منزل، كما تمت زراعة 35.1 مليون شجرة منذ عام 2021م، وإعادة توطين أكثر من 1200 حيوان وكذلك العمل على أنماط اقتصادية مختلفة كالاقتصاد الدائري والاقتصاد الأخضر لمعالجة تهديد التغير المناخي، من خلال اطلاق مراكز بيئية متخصصة في وزارة البيئة والمياه والزراعة لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030والتى أبدت نجاحا رائعا في تحقيق مستهدفاتها وفي ضوء كل ما ذكر من توجهات وطنية ودولية وبالتالي لابد من مواكبة ما يحدث من خلال التحول في اعداد واكساب المهارات والوظائف التي يتم شغلها مستقبلا ومن امثلة هذه المهارات ،ما يسمي بالمهارات الخضراء والتي تكتسب من خلال التعليم. الأخضر
حيث ظهر الاتجاه الي التعليم الأخضر جليا في عام 2022م والذى اقرته الأمم المتحدة مؤتمرها الخاص بالتحول في التعليم ويهدف الى دمج مبادئ الاستدامة البيئية في التعليم، وتنمية الوعي البيئي لدى الطلاب من خلال المناهج الدراسية والأنشطة التعليمية. ويركز هذا النوع من التعليم على تزويد الطلاب بالمعرفة والمهارات اللازمة لحماية البيئة والمحافظة عليها من خلال اتخاذ قرارات مسؤولة وتعزز الحوار والنقاش حول التنمية المستدامة
وبالتالي كان من الضروري في ظل هذه التحولات العالمية في التعليم إعادة بناء استراتيجيات التقويم التي يمكن تطبيقها في سياق التعليم الأخضر لتعزيز التعلم البيئي المستدام،. حيث اصدرت منظمة اليونسكو في منتصف عام 2024 دليل “تخضير المناهج ” ودليل “معايير اليونسكو لجودة المدارس الخضراء “وكذلك اصدر مكتب التربية لدول الخليج العربي في بداية عام 2025″الدليل المرجعي للمدارس الخضراء ” كل هذه الجهود العلمية تعد مؤشرا واضحا على المضي لتحقيق التحول المنشود في الأنظمة التعليمية على المستوى الدولي واحداث تغير جذري في فهم وإعادة صياغة مفهوم التعليم الأخضر فالتعليم الأخضر يركز على تطوير معارف ومهارات وسلوكيات الطلبة فيما يتعلق بالتحديات البيئية، مما يستدعي تبني استراتيجيات تقويمية تلائم هذا التوجه التعليمي.
فتقويم التعليم الأخضر لا يتطلب استراتيجيات تقويم المعرفة النظرية والممارسات العلمية فقط بل أيضًا تقيس مدى تطبيق الطلبة لمبادئ الاستدامة في حياتهم اليومية وتأثيرهم على المجتمع والاسرة وتفاعلهم مع القضايا البيئية. واكسابهم بما يسمى المهارات الخضراء و التي تقوم على اكساب المعارف والقدرات والقيم والمواقف اللازمة لتطوير ودعم مجتمع مستدام. وتعد المهارات الخضراء ضرورية لتكييف العمليات والخدمات والمنتجات لتتوافق مع التغيرات المناخية والاحتياجات البيئية.
و بعبارة أخرى، ان هذه المهارات باتت تمكننا من مواجهة التحديات البيئية وتحقيق الاستدامة وفهم فقدان التنوع البيولوجي، واضرارالتلوث. واليات دفع النمو الاقتصادي الأخضر و تعزيز الابتكار و تحسين جودة الحياة•