شخصية قيادية وإنسانية متميزة في الباحة
لا يحب الحديث عن نفسه، ولا يسعى للإشادة بشخصه، رغم أنه أهلٌ لذلك. يفضل أن يتحدث الواقع عنه، وتتكلم المنجزات بلسان الأفعال. غير أن الإنصاف يفرض علينا أن نُشير — ولو بإلماحة موجزة — إلى هذه الشخصية القيادية البارزة في منطقة الباحة، التي كانت وما زالت وراء كل ما نراه من منجزات بلدية مشرقة.
أولًا: الجانب الإنساني
يتفق الكثيرون على نُبل أخلاقه وسمو إنسانيته. يستقبل كل من يطرق بابه بالبشاشة، ويحرص على الوضوح والصراحة في التعامل، مع تسهيل الإجراءات بما ينسجم مع الأنظمة. يخرج المراجع من مكتبه وهو يلهج بالشكر والثناء، فقد وجد أمامه قلبًا مفتوحًا وعقلًا منصفًا. وإن زل أحد أو أخطأ، وجد لديه سعة صدر وعفوًا لا يصدر إلا عن أخلاق عالية وتربية رفيعة.
ثانيًا: الجانب العملي
يعرف تفاصيل عمله على مستوى كبير من الدقة والاطلاع، ويتابع الصغيرة قبل الكبيرة، مما يعكس تمكنًا إداريًا ووعيًا مهنيًا لافتًا. ولهذا، فإن كل موظفي الأمانة يدركون أن أمامهم قيادة لا تغفل، تقدر المجتهد وتشكر المثابر، وتحاسب المقصر بحزم وعدل. وللحق، فإن مدينة الباحة أصبحت واحدة من أنظف المدن وأكثرها تنظيمًا، وهذا إنجاز لا يأتي صدفة، بل بالعمل الجاد المدروس.
ثالثًا: الجانب المعرفي
يحمل أعلى الدرجات العلمية في مجال التخطيط الحضري، مما جعله مرجعًا في جودة المشاريع، ودقة التعاقدات، وانضباط الإجراءات البلدية. المعرفة هنا ليست مجرد شهادة، بل تطبيق عملي وملموس في كل خطوة تنفيذية على أرض الواقع.
رابعًا: الجانب السياحي
يدرك تمامًا أهمية السياحة كصناعة وطنية، ويولي مواسم الباحة الصيفية والشتوية عناية خاصة. يتابع الفعاليات والبرامج، ويحرص على نجاحها، فانعكس ذلك على تنامي أعداد الزوار عامًا بعد عام، وارتفعت مكانة الباحة بين الوجهات السياحية في المملكة. بما تحقق لها من نقلات عالية المستوى.
خامسًا: الجانب الثقافي
يملك كاريزما لافتة وثقافة واسعة، تظهر في كلماته، وفي اجتماعاته، وفي تواصله الراقي مع الجميع. هو شاعر مجيد، لولا مشاغله الجسيمة، لأظهر موهبة شعرية فذة. وقد نشرت مجلة اليمامة بعضًا من قصائده الوطنية التي كشفت عن شاعر يملك ناصية اللغة وجمال المعنى وأناقة السبك. كما أن الأمانة، بقيادته، أطلقت مبادرات ثقافية رائدة، من بينها مسابقة لتكريم شخصيات ثقافية بارزة من أبناء المنطقة، فكانت نموذجًا يُحتذى وبدأت بعض الأمانات الأخرى في الملكة في محاكاته.
لقد عملت معه حين كنت عضوًا في المجلس البلدي، والتقينا في اجتماعات متعددة على مدى أربع سنوات. وكل لقاء كان يزيد إعجابي بشخصيته، وبتلك القرارات المدروسة التي يتخذها، وبروحه التعاونية الصادقة.
ندعو الله أن يمده بالصحة والعافية، ويبارك في عمره وعطائه. وأقولها بكل صدق: نحن نفخر بك دكتور علي بن محمد السواط ، وبكل شخصية قيادية وطنية صادقة جعلت من عملها رسالة سامية، ووضعت خدمة الوطن والقيادة الرشيدة نصب عينيها وفي مقدمة اهتماماتها.
بقلم: جمعان الكرت