9 فرق تعلّق آمالها على تميّز نجومها طمعًا في البقاء ضمن فرق دوري المحترفين لموسم آخر
الرياض – واصل :
من الملفت جدًا بروز وتميز لاعبي فرق تقاتل للهرب من مناطق الخطر بالهبوط إلى مصاف أندية الدرجة الأولى في الموسم القادم، وذلك بتصدر هؤلاء اللاعبين قوائم الأفضلية طوال منافسات دوري لمحترفين السعودي “دوري روشن 2024 – 2025” وقبل نهايته بـ 4 جولات فقط، لاسيما وأن خطر الهبوط يلاحق عدد كبير من فرق دوري روشن، إذ تفصل 5 نقاط فقط، بين الوحدة صاحب المركز الـ 16 بـ 29 نقطة، وبين صاحب المركز العاشر فريق الخليج الذي يملك في رصيده 34 نقطة، لذا فإن هذه المرحلة تعدّ حساسة جداً في عمر المسابقة، مما يجعل الفرق المهددة تبني آمالها على كل أفراد الفريق، لاسيما نجومهم، لتفادي الهبوط في المرحلة التي لن تليها فرصًا للتعويض.
ولعل قوائم وإحصائيات دوري روشن 2024 – 2025 الأكثر إثارة هي تلك التي يتصدرها لاعبي فرق مهددة بالهبوط، على غرار مهاجم الخلود مزيان ماوليدا الذي يتصدر قائمة اللاعبين الأكثر مراوغة، ويحتل فريقه المركز الـ 12، ومثله اللاعبين الـ 7 الأوائل في القائمة، فجميعهم تبحث فرقهم عن طمأنينة الاستمرار في الدوري خلال الجولات المقبلة، وأبرزهم مهاجم الفيحاء فاشون ساكالا الذي يأتي ثانيًا بعد ماوليدا، يليه لاعب الأخدود كريستيان باسوغوغ ثالثًا في هذه القائمة.
وعلى غرار هؤلاء اللاعبين الذين لم يشفع لهم تميزهم في تجنيب فرقهم خطر الهبوط، ولاتزال الآمال معلقة عليهم لتحقيق حلم البقاء فيما تبقى من جولات الدوري، فهناك لاعبين حضرت أسماؤهم في قوائم أخرى مثل قائمة هدافي المسابقة، إذ إن المتنافسين بها حري بهم أن يضعوا فرقهم في مراكز أفضل، إلا أن ذلك لم يكف تلك الفرق، فعلى سبيل المثال فإن المرتبة الثامنة في هذه القائمة يحتلها لاعبان من ضمك والخلود، مناصفة بينهما، بـ 13 هدفًا لكل منهما، هما الفرنسيان ذوا الأصول الأفريقية، جورج كيفن نكودو من ضمك، ومزيان ماوليدا من الخلود، فيما يتفوق نكودو بإسهامه بـ3 أهداف أخرى، عبر التمريرات الحاسمة، فيما لم يصنع ماوليدا أي هدف منذ بداية الدوري حتى الآن، مع الأخذ في الحسبان أن نكودو عاد لتوه للمشاركة والتسجيل، وتحديداً في الجولة الـ 28، عندما سجل في شباك الخلود، وذلك بسبب توقف بفعل إصابة غيبته عن المشاركة منذ فبراير الماضي.
من جهته الهداف التاريخي الدوري السعودي للمحترفين اللاعب السوري عمر السومة الذي يمثل خط الهجوم في فريق العروبة صاحب المركز الـ 16، فلم تكف فريقه الإسهامات التي قام بها منذ انضمامه للعروبة في منتصف الموسم، إلا أن العرباويين يمنون النفس بأن يقود السومه فريقهم للخلاص من شبح الهبوط، لاسيما وأنه يملك حافزين لذلك، أولهما الحفاظ على منجز فريقه بالصعود في الموسم الماضي لدوري روشن، وذلك عبر البقاء لموسم آخر، فيما يمثل ثاني حافز للسومه حفاظه على لقبه الشخصي كهداف الدوري التاريخي، خصوصًا مع احتدام المنافسة بينه والمغربي عبدالرزاق حمدالله، لاعب الشباب، على هذا اللقب، فمنذ التحاق السومة بصفوف العروبة في يناير الماضي، أسهم المهاجم السوري بـ 9 أهداف، فأصبح الأكثر إسهامًا بالأهداف في فريقه، والأكثر أهدافًا بـ 7 أهدافًا، رفعت رصيده الإجمالي إلى 151 هدفًا، أي بفارق 3 أهداف عن مهاجم الشباب عبدالرزاق حمدالله.
وتشكّل قائمة صنّاع الأهداف الأفضل في الموسم الجاري، إحدى القوائم التي ضمت أسماء لاعبي فرق مهددة بالهبوط، مثل لاعب الرائد “الجزائري أمير سعيود” ولاعب الوحدة “الأسترالي كريغ غودوين”، اللذان يحتلان المرتبة الثامنة، ولم يتفوق عليهما سوى لاعبا الاتحاد الفرنسيين موسى ديابي وكريم بنزيما، وقائد الهلال سالم الدوسري، ولاعبا الشباب كريستيان جوانكا ومصعب الجوير، إضافة للاعبي الأهلي والنصر رياض محرز وساديو ماني، في حين تواصلت عطاءات هذين اللاعبين في المباراتين الماضية لفريقيهما، إذ قدما أداء جيدًا لم يشفع لهما في ترجيح كفة فريقيهما، إذ خسرا مواجهتيهما بفارق هدف واحد من الأهلي والتعاون، حيث سجل أمير سعيود الهدف الافتتاحي في ديربي بريدة، ثم صنع الهدف الثالث لزميله الكاميروني عمر غونزاليس، لكن النتيجة جاءت محبطة لفريقهم بالخسارة 4-3، أما الأسترالي غودوين، فأحدث الأثر بعد دخوله بديلًا في المباراة الماضية لفريقه أمام الأهلي، وصنع الهدف الوحدة الأول الذي سجله عبدالله الحافظ، لكن النتيجة في النهاية دانت للمنافس 3-2.
ويعد المغربي مراد باتنا، لاعب الفتح، الأكثر تسجيلاً للأهداف بالقدم اليسرى، بالتساوي مع الإنجليزي إيفان توني، لاعب الأهلي، إلى جانب أن باتنا يعتلي صدارة هدافي فريقه بـ 9 أهداف، بالتساوي مع الجزائري سفيان بن دبكة، وغير بعيد عن هذا الثنائي، الأرجنتيني ماتياس فارغاس، الذي يبلي بلاء حسنًا منذ وصوله للفريق في يناير الماضي، مسجلًا 5 أهداف حتى الآن، منها ثنائيتين في مرميي الرائد والخليج، وله هدف رائع في شباك الاتحاد، بجانب تصاعد المستوى التهديفي للمغربي أمين سباعي، الذي أحرز هدفًا واحدًا في كل مباراة من المباريات الـ 4 السابقة أمام فرق الفيحاء والخليج والاتحاد والرياض، وهو التميز الذي أبعد الفتح عن مؤخرة الترتيب، ولم يكفي ليزول الخطر عن الفريق إذ يأتي ضمن المهددين بالهبوط.
وعلى غرار الهجوم والتهديف، فمن المعتاد أن يسهم تميز لاعبي الدفاع بخلاص فرقهم من مؤخرة الترتيب، لكن ذلك ليس بالمطلق وأمر غير مؤكد في دوري روشن 2024 – 2025، فتفوق لاعب الفيحاء فارس عابدي على جميع لاعبي الدفاع في منافسات الدوري، بنجاحه في إفقاد المنافس للكرة خلال الالتحامات الثنائية، لم تمكّن الفيحاء من تبوء مرتبة أفضل في دوري هذا العام، ومثله الرائد الذي يملك لاعباً مدافعاً يحظى بميزة دفاعية أخرى، وهو اللاعب عمر غونزاليس الأكثر اعتراضًا لتسديدات المنافسين في الدوري، فمع فالرائد من الأندية الواقعة في مناطق الخطر، فالفريق يحتل المركز الـ 18 والأخير بـ 21 نقطة فقط، ومثل اللاعبان عابدي وغونزاليس تميز مدافع ضمك عبدالقادر بدران، بأنه الأكثر تشتيتًا للكرات، وهو اللاعب الذي سيغيب عن فريقه في المباراة المقبلة أمام الفيحاء، بسبب الإيقاف، مما سيزيد من معاناة فريقه في هذه المرحلة الحساسة من عمر مسابقة الدوري.
بعض الظروف التي تطال لاعبين أو فرق تكون الأصعب عندما تأتي في توقيت حرج، مثل التراجع الملحوظ والمؤثر على مستوى أحد أهم الهدافين في فريق الفيحاء النجم الزامبي فاشون ساكالا، الذي توقف رصيده التهديفي عند هدفه السابع في الجولة الـ 20 أمام الرائد، لأن تراجع عطاءه الفني في هذا التوقيت كلّف فريقه كثيرًا على صعيد حصد النقاط، ولكن بزوغ نجومية زميله الأوروغوياني رينزو لوبيز وتوليه مهمة التهديف لصالح الفريق الفتحاوي وازن الكفة إلى حدٍ ما، فقد استطاع إحراز 4 من الأهداف الخمسة لفريقه في المباريات الأخيرة، وجمع بفضلها الفريق خمس نقاط، فهو اللاعب الذي سجل التعادل أمام الفتح، ثم منح فريقه النقاط الثلاث بفضل هدفيه في مرمى القادسية، قبل أن يسجل تعادلًا قاتلًا في مرمى العروبة بالجولة الماضية.
لذا فإن استعادة فاشون ساكالا توهجه المعتاد، سيكون عاملًا مهمًا ومساعدًا لتحقيق الفيحاء حلمه بالبقاء بالموسم القادم، فهو الهداف الأكثر تسجيلًا لفريق الفيحاء في موسم واحد عبر تاريخ مشاركات الفريق في الدوري السعودي للمحترفين، بتسجيله 19 هدفًا في الموسم الماضي، ويعول عليه مع رينزو لوبيز الذي أسهم في سد النقص التهديفي في الفريق، فقد أصبح متساويًا مع ساكالا في رصيد الأهداف، بـ 7 أهداف لكل منهما.
من جهته فحال الأخدود مع الفتح والفيحاء يتشابه كثيرًا، فجميعهم تمثل لهم الجولات الأربع المتبقية أهمية بالغة، لأن حصد نقطاها ستسهم كثيرًا في تجنب الهبوط، خصوصًا وأن صدارة هدافي الأخدود تأتي مناصفة بين لاعبين لوحظ تألقهما مؤخرًا، وهما الكاميروني كريستيان باسوغوغ والنيجيري سافيور غودوين، فلكل منهما 6 أهداف، ويليهما مباشرة الزيمبابوي ناوليدج موسونا بـ 5 أهداف، إذ سجل الثنائي 5 أهداف حاسمة، من الأهداف الـ 6 لفريقهم، أولها هدف التعادل أمام المتصدر الاتحاد لباسوغوغ، ثم هدف الانتصار لغودوين أمام الأهلي.
يليه هدف المباراة الوحيد لغودوين أمام العروبة، ثم هدف باسوغوغ في مباراة التعادل مع التعاون 1-1، وأخيرًا الهدف الذي أحرزه غودوين في مرمى الخلود، وانتصر به الأخدود 1-0، وهو ما يتطلع له محبي هذا الفريق، بأن يستمر فريقهم بالتألق والصحوة فيما تبقى من عمر المنافسة، ليظل الأمل بالبقاء صامدًا حتى صافرة نهاية آخر مباراة لهم في دوري هذا العام.