كتاب واصل

ثلوثية المصمك “أنموذج لتجمع ثقافي مميز”

أ.د. أحمد بن محمد الحسين – أكاديمي سعودي

التجمعات الثقافية مجموعات أو كيانات متجانسة تلتقي حول اهتمامات ثقافية مشتركة، تهدف إلى تبادل المعرفة، وتنظيم الأنشطة التي تعزز الثقافة والفنون والتعليم. ويمكن أن تشمل هذه التجمعات الاهتمامات الجغرافية والتاريخية، الآثار والمتاحف، الفنون، المكتبات، الأندية الأدبية، ورش العمل، الفرق الموسيقية، المهرجانات الثقافية، وغيرها من الأنشطة التي تسهم في نشر وتعزيز الوعي الاجتماعي التاريخي والثقافي والفني.

تأسيس التجمعات الثقافية، وتأسيس الثلوثية:
ذكر لي الأستاذ محمد بن عبدالله الحوطي أنه أسس ثلوثية المصمك في عام ٢٠١٨م مع عدد من الزملاء وهم الأساتذة عبدالرحمن بن صالح الحوطي و فهد بن بن عبدالله بن هديان وفهد بن صالح الخليف ، وقد جعل لها موقعا في ظلال المصمك.
وتأسيس التجمعات الثقافية يتطلب عدة خطوات أساسية، وهي ما حققته ثلوثية المصمك في:
١/ تحديد الهدف: وهو العناية بوسط الرياض، ونشر معلوماتها وصورها وخرائطها وتتبع سكانها وما يخص الرياض بالعموم، وتعزيز التبادل الثقافي بين المؤسسين وأصدقاء الثلوثية والزوار.
٢/ اختيار المكان: يتم تحديد المكان الذي يتناسب مع نوع الأنشطة المزمع تنظيمها. قد يكون هذا المكان وقد تم في منطقة ساحة العدل ومجاورة للعلم الذائع الصيت المصمك.
٣/ التمويل والدعم: في الوقت الحالي تمويل ذاتي من المؤسسين، ومستقبلا البحث عن التمويل من خلال تبرعات، أو اشتراكات الأعضاء، أو دعم حكومي أو جمعيات.
٤/ التسويق: من خلال الإعلان والتسويق المناسب لجذب المهتمين بالأهداف الخاصة بالثلوثية، وهو يتم بشكل ذاتي في الوقت الحاضر.

ويمكن النظر إلى الدور الثقافي للتجمعات الاجتماعية من خلال ثلوثية المصمك، فيما يلي:
١/ نشر الثقافة الوطنية الخاصة بالعناية بمعالم وسط الرياض وحفظها بين فئات المجتمع.
٢/ تعزيز الهوية: تساعد الثلوثية على تعزيز الهوية الثقافية للمجتمع والحفاظ على التراث من خلال الجهود التعريفية والحوارات والنقاشات في كل اجتماع.
٣/ توفير مساحة للتعريف والبحث: من خلال تصوير اللقاء والتعريف بها، وماتقوم به من تغطيات إعلامية ومقابلات.
٤/ التواصل الاجتماعي: تتيح للأعضاء المؤسسين وأصدقاء الثلوثية والمهتمين والسياح والزوار فرصة التواصل والتعاون مع الآخرين ذوي الاهتمامات المماثلة.

وللثلوثية بعض الخصائص التي تشترك بها مع التجمعات الثقافية مثل:
١/ تنوع الأنشطة: وتشمل العديد من الأنشطة المتنوعة كالمحاضرات، وبعض العروض والمناقشات الثقافية.
٢/ المشاركة الجماعية: وتعتمد على المشاركة الفعالة للأعضاء لتحقيق الأهداف المرجوه.
٣/ الاستقلالية: تتمتع التجمعات الثقافية غالبًا با الاستقلالية والمرونة.
٤/ التفاعل المستمر: تشجع على التواصل المستمر بين الأعضاء والمجتمع المحلي.
٥/ التنوع الثقافي: تتسم بانفتاحها على مختلف الثقافات والأفكار.

ومن أهم العوامل التي تساعد نجاح التجمعات الثقافية:
١/ التخطيط الجيد: ضرورة وجود خطة واضحة لتنظيم أنشطة الثلوثية وضمان استدامتها.
٢/ التمويل المستدام: إيجاد مصادر تمويل مستمرة تضمن استمرارية أنشطة الثلوثية وبرامجها.
٣/ الدعم الاجتماعي: الدعم من المجتمع المحلي والمؤسسات المختلفة يسهم في نجاح التجمعات الثقافية ومنها الثلوثية.
٤/ المشاركة الفاعلة: مشاركة الأعضاء في الأنشطة والتخطيط تساهم في نجاح الثلوثية.
٥/ الابتكار والتجديد: القدرة على تقديم أفكار جديدة ومبدعة تشد الانتباه وتستقطب أعضاء جدد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى