كتاب واصل

الإذاعة في يوم احتفالها

بقلم/ نايف الخمري / كاتب

يصادف الخميس الثالث عشر من فبراير من كل عام الاحتفال بيوم الإذاعة العالمي الذي أقرته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) ويرجع ذلك الاختيار إلى اليوم الذي بدأ فيه بث أول إذاعة للأمم المتحدة في عام 1946م وتهدف اليونسكو من وراء تحديد يوم عالمي للإذاعة إلى زيادة الوعي بين عامة الناس وبين العاملين في وسائل الإعلام بأهمية الراديو وهذا الاحتفال يُعيد إلينا الشجن والحنين لصوت الإذاعة الصداح عبر أثير الموجات القصيرة في تلك الأيام ويصل إلى الناس في مدنهم وقراهم المٌختلفة بغض النظر عن مستواهم التعليمي، حيث كانت الإذاعة هي الوسيلة الإعلامية الأسرع والأسهل لمشاركة المعلومات عبر الراديو والموجهة إلى جميع شرائح المجتمع، عندما كانت الإذاعة في ذلك الزمن هي نبض الإعلام ونبض المستمع في كل مكان وكانت المصدر الحيوي للأخبار والمعلومات وقد ساهمت الإذاعة في نشر الثقافة وبث الوعي في أوساط المجتمع وتوسيع أفاق المستمعين ومناقشة همومهم وشكلت ذائقة المستمع الثقافية والفنية وتعرفنا من خلال برامجها على العديد من الشخصيات الدينية والثقافية والفنية التي أثرت المجتمع حينها بثقافتها وأدبها وعلمها ، وكانت الإذاعة أحدى أدوات التوثيق لحفظ التراث الثقافي والاجتماعي كما ساهمت في إبراز الكثير من الإنجازات الوطنية والتنمية السريعة للوطن خلال الفترات السابقة من خلال المعلومات التي توفرها ، وقدمت الإذاعة كبار رجال الدين والشعراء والفنانين والمذيعين والمذيعات الذين مع مرور الزمن أصبحنا نميز أصواتهم عندما كنا ننتظر نشرة الأخبار على الراديو بفارغ الصبر ويوجد داخل مكتبتها إرثاً ثقافياً كبيراً متنوعاً تستفيد منه الأجيال القادمة وسوف تبقى الإذاعة هي المصدر للثقافة والعلم في حياتنا وستظل تواصل رسالتها الإعلامية وعطاءها الفعال وتعزيز انتشارها في ظل التحول الرقمي الذي ساهم في انتشارها من خلال التطبيقات الذكية،

 ما زلت أتذكر الراديو الذي كان يأتي إلينا بأسماء الطلاب الناجحين في المراحل الابتدائية والمتوسطة في مختلف مناطق وقرى المملكة بصوت المذيع الجهوري عبر الأثير وكان الراديو له التأثيرالأكبرفي تغيير الكثير من المفاهيم في المجتمعات المغلقة مما ساهم في إخراجها إلى النور وأصبحت مجتمعات تخطو الى التقدم الحضاري والانفتاح على العالم الآخر وكانت إذاعة جدة هي أول محطة إذاعية في المملكة والتي اقتصرت في بدايتها على بث الأخبار الرسمية وبعض البرامج الدينية وكانت مدتها إرسالها ثلاث ساعات يومياً فقط ، وقد ارتبطت في أذهاننا العديد من المحطات الإذاعية الأخرى حينها مثل البي بي سي العربية وإذاعة صوت العرب وإذاعة الشرق الأوسط وغيرها التي لها جمهورها المتنوع . والإذاعة لاتزال راسخة في أذهان المجتمع بالرغم من التحديات التي تواجهها في ظل ثورة المنصات الرقمية..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى