كتاب واصل

سحر الصور

د.خالد علي الغامدي اخصائي نفسي وخبير تربوي

في الماضي كان البيت مكانًا آمنًا والمجتمع ميزانًا عادلًا كنا نجلس حول الكبير نستمع لحكمته ونتعلم أن الطلبات تُقدّر على قدر الإمكانيات الرحلات كانت للأقارب أو للحرمين والسعادة كانت في البساطة والوفاق لا في المظاهر ولا في تباهي الآخرين

أما اليوم فقد تغيّرت الصورة صار زمن اللايكات والصور حيث الطاعة نادرة وكل شخص يرى نفسه القاضي الأعلى الزوج يرهق نفسه لتلبية طلبات قد تتجاوز قدرته والأغرب أن بعضها بلا منطق امرأة في الخمسين تحتفل بعيد ميلادها في مقهى وسط غرباء فقط من أجل ستوري السفر إلى بلاد لا تعرف عاداتها لمجرد إعجاب الآخرين طلاق بسبب سيارة أو فستان أو رحلة أحيانًا نخسر بيتًا بُني على مدار سنوات من أجل نزوة أو صورة عابرة هذه سطحيّة وتهدر قيم الأسرة

السوشيال ميديا متعة مؤقتة مزيفة ما يظهر على الشاشات ليس الحقيقة بل ديكور مؤقت تزول متعته عند إغلاق التطبيق لكنه قد يترك أثرًا سلبيًا طويلًا على حياتكم وبيوتكم فلا تفرطوا في نعمة البيت من أجل ستوري البيوت تُبنى بالحكمة لا بالهوى

الحياة الزوجية قائمة على حقوق مشتركة لكل زوجة حقوقها ولكل زوج حقوقه ويجب أن يسعى كل طرف لإسعاد الآخر وتحقيق هذه الحقوق الزوج ليس ماكينة أموال بل إنسان له طاقة وحدود إذا أردتم بيتكم أن يدوم كونو شركاء في البناء فكّروا قبل أن تطلبوا وقدّروا مجهود بعضكم اجعلوا الأولويات تعليم الأبناء تأمين مستقبلهم والادخار بدل اللهث وراء المظاهر

زينتكم الحقيقية ليست في الصور أو اللايكات بل في بيت مليء بالحب وأبناء ناجحين وزوج راضٍ يدعو لكم الحياة الزوجية شراكة وإذا لم تحافظوا عليها ستنهار ومهما كانت الصور جميلة لن تستركم عن خراب البيت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى