لم يكن مستغرباً أن يتضاعف عدد المصطافين والسياح والزائرين لمنطقة الباحة عاما بعد عام القادمين إليها من داخل الملكة وخارجها. حيث تعد الباحة وجهة سياحية مميزة لما تتمتع به من أجواء رائعة وطبيعة خلابة. ففي الوقت الذي ترتفع درجات الحرارة في عدد من المدن نجد أن الباحة تتميز بنسماتها المنعشة وضبابها الآسر وأمطارها شبه المستمرة وأوديتها الجارية وشلالاتها المتدفقة.
فالباحة بمجملها تمثل حديقة غناء كبيرة تمتد من برحرح شمالاً إلى شرى جنوباً بطبيعتها الساحرة ومناظرها المدهشة. فهي أوفر مناطق المملكة العربية السعودية في غطائها النباتي و أعلاها أيضا في معدلات الأمطار التي تنهمر عليها صيفاً وشتاءً. والجميل عودة بعض الأهالي إلى الزراعة وقيام الجمعيات الزراعية وافتتاح عدد من المزارع السياحية الجاذبة في أنحاء المنطقة .. تشكل إضافة سياحية هامة وعامل جذب كبير، ومما زاد من إقبال الزائرين وجود مزايا أخرى تتمثل في الآثار ذات العمق التاريخي والقرى التراثية ذات الدلالات الهندسية والبنائية والبعد الجمالي في جهات المنطقة بتهامة والبادية والسراة والتي استقبلت الكثيرين من المهتمين بالتاريخ وعشاق التراث. كما أن موقعها كواسطة عقد بين مناطق الاصطياف “محافظة الطائف ومنطقة عسير ” أعطاها أهمية أخرى، وهنا نشيد بالدور الكبير والمتواصل الذي يقوم به سمو أمير المنطقة الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز والذي يبذل جهوداً جبارة لتطوير وتنمية المنطقة مشجعًا الاستثمار الزراعي والسياحي لتصبح المنطقة إحدى أهم الوجهات السياحية في وطننا الغالي، يسانده في ذلك سعادة وكيل الإمارة الدكتور عبد المنعم الشهري الحريص والمتابع لكل ما يخدم هذا الجانب، ومن بعدهم مديرو الجهات ذات العلاقة من خلال تنظيم البرامج والمهرجانات والفعاليات المستمرة والأسواق الشعبية…وللمستثمرين دور حيوي أيضاً في توفير الإيواء من فنادق وشقق ووحدات سكنية بمختلف الدرجات وكذلك المطاعم والمقاهي وغيرها.
والجميل أن منطقة الباحة تسجل كل عام عدداً من المنتجات السياحية المتميزة وتحقق كل فترة منجزات جديدة وراقية تضاف إلى ما سبق كالمتاحف الخاصة والأكواخ الريفية والكهوف الجبلية وتنظيم الرحلات وإقامة بعض أنواع الرياضات الجماعية إلى جانب توفر المنتجات الزراعية العضوية وأنواع من الفاكهة التي تتميز بها المنطقة وجميعها تساهم بقدر كبير في سياحة مستدامة.
وقد لاحظنا من خلال المقابلات التلفزيونية مدى سعادة وابتهاج الكثيرين ممن زاروا المنطقة ويعِدون بتكرار الزيارة لها -لأن الباحة كانت أروق بالفعل- بعد أن وجدوا ما يحقق لهم الراحة النفسية والبهجة والاستمتاع بالطبيعة والأجواء والبرامج.
ويسجل نجاح الموسم الصيفي للمنطقة عموماً ولأميرها الحسام على وجه التحديد وهنا نشير بكثير من التقدير إلى الدور الفعال الذي قامت به أمانة المنطقة في أعمال النظافة اللحظية للمواقع السياحية والمتنزهات بشكل يدعو للإعجاب وكذلك التنظيم والدعم والمتابعة ونذكر بشكل خاص ما بذله سعادة أمين المنطقة الدكتور علي السواط رئيس اللجنة التنفيذية لصيف الباحة وما قام به من جهود كبيرة وأعمال موفقة ومتابعات ميدانية مستمرة كانت محل ثناء وتقدير الجميع.
