كتاب واصل

كيف تتعامل مع شخص تغير عليك ؟

ندى فنري  أديبة صحفية

نحن بشر ،وبسبب تراكم ضغوط الحياة ، وضغوط العمل قد تتغير تصرفاتنا تجاه الآخرين، وحتى أن طباعنا قد تتغير مؤقتا …في تلك الأوقات نحتاج لكل الدعم من المقربين، ويتراوح هذا الدعم بين من نريده أن يقترب منا ،ومن نريده أن يتركنا و شأننا لبعض الوقت .. 

 إذا تغير عليك أحدهم ،عليك توضح درجة القرب، فإذا كان زميل دراسة 

فالبعد وارد، وإن كان صديق فيجب المتابعة معه والسؤال عن سبب البعد وعدم الاهتمام …

تعامل مع هذا الشخص بتجاهل، وكف عن الحاجة إليه ، لأنه اليوم لم يعد من قائمة أصدقائك ، هناك مقولة :  

صاحب بلا احتياج …واستغني بلا ضغينة …

كل ما عليك أن تقوم به هو أن تتركه في حال سبيله…كف عن طلب المبررات ، عالج الأمر بالاستغناء بلا تحامل أو عقاب ..

 هو لا يتصنع عدم الاهتمام ، هو غالباً غير مهتم ، أيما كانت أسبابه لذلك اتركه ….

هكذا الحياة الأصدقاء يتفرقون ، تفرقهم الحياة ، الدراسة ، العمل ، السفر ، يفترقون بلا سبب ، فمن أصبحت ردوده باردة بدون سبب ، ويقول لك سوف يحادثك ولا يفعل ، يتحجج بأنه مشغول جدا ، لا تصر على ملاحقته ، اتركه لشغله الذي يشغل تفكيره …

العلاقات تحكمها الأواصر المختلفة ، المتفاوتة بالأهمية ، اتركه و انشغل ينفعك ، فإن أردت حياتك ، فلا تضيع وقتك في صداقة واحدة ، و إن أردت أصدقائك فليس عندك غير حياة واحدة فلا تضيعها…

جرب أن تقاطعة لفترة قصيرة و لا تتواصل معه لترى ما يحدث ، إن عاد و اتصل بك يعني أنه كان فعلاً مشغول ، و إن كان غير ذلك ليس عليك أن تتمسك به أكثر ، أو تضغط عليه ، يمكنك أن تبقيه على حاله ، ولن يضرك في الأمر شيء ، 

لا تضايقه …لماذ لا تتكلم معي ؟ 

لماذا لا تحادثني ؟ 

إن لم يتكلم أنت لم تخسر شيء..

اعتن بذاتك و طور أدواتك ….

انشغل بنفسك و أعمالك الخاصة ، هناك مقولة للشيخ الشعراوي رحمه الله :

من ينشغل عنك أعنه على هجرك ، قلوب الناس متقلبة ، يوما قريب ،

وغداً كأنك لا تعرفه ….

فلا تحزن عندما يهجرك ، البعض ، ربما هي دعوتك ذات ليلة ، و اصرف عني شر ما قضيت … 

طبق قول الله سبحانه وتعالى 

 (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَآ أَنَّ ٱلنَّفْسَ بِٱلنَّفْسِ وَٱلْعَيْنَ بِٱلْعَيْنِ وَٱلْأَنفَ بِٱلْأَنفِ وَٱلْأُذُنَ بِٱلْأُذُنِ وَٱلسِّنَّ بِٱلسِّنِّ وَٱلْجُرُوحَ قِصَاصٌ)

لذلك لمن يتعمد تجاهلك ، و أراد أن يوصل لك رسالة،موجزها ومختصرها ابتعد …تعامل معه ببرود أعصاب ، ولا تصر على ملاحقته… 

و سوف اجيب على سؤالكِ بالشعر التالي : 

فَما كُلُّ مَن تَهواهُ يَهواكَ قَلبُهُ

وَلا كُلُّ مَن صافَيتَهُ لَكَ قَد صَفا

إِذا لَم يَكُن صَفوُ الوِدادِ طَبيعَةً

فَلا خَيرَ في وِدٍّ يَجيءُ تَكَلُّفا

المهم أن يغلب عقلك مشاعرك ، 

و افسح المكان لاشخاص جديدة، جديره بالاهتمام …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى