إن لم تذهب للتغيير بما ترغب وتُريد … ربما يأتيك هو بما لا ترغب ولا تُريد
د.فهد ال دهيس الزهراني
الكلمة إن لم تلتحف الأمانة والمسئولية خاصة تلك التي يصدع بها الاعلام أيا كان نوعه أو مساحة اتساعه حرى بها ان تتقوقع بنفسها في إحدى صفحات مادة لغتي بالمرحلة الابتدائية
بعض الكلمات لأهميتها تحتاج أن تصبها صب في إذن المُتلقي وبعضها وجب إعادتها وتكرارها حتى تتحلل وتشع بمعناها الصحيح والفاعل داخل عقل الفرد
التغيير لم يعد ترف يهتم به البعض دون الاخر بل ضرورة تُحتمها تحقيق تطلعات الصالح العام …. والأمم والمجتمعات تنهض بسواعد ابناءها … وكُل بناء أيا كان نوعه أو حجمه أو الواجهة التي يرغب الذهاب إليها يبدأ بفكرة … فإن صلحت تلك الفكرة صلح معها كامل البناء … والعكس تماما في حال كان البدء بفكره خاطئة أو قاصرة …. حتما سيلحق ذاك البناء في مرحلة (ما) خلل قد يتسع لكامل البناء … ولعل هناك من يسأل ماهي الفكرة الصحيحة
في البدء وجب لسلامة النية والقصد إن يكون إطار أي فكرة قوله تعالى (وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}ثم شروط وسلامة بناء الفكرة … أي خلل فيهما أو احدهما … حتما سيكون هناك خلل في مرحلة ما من البناء وسيعم حتى الضرر الكامل وسيتفاجأ صاحب البناء بالتكلفة الباهظة … ولو تنبه جيدا واهتم بتفعيل تلك الاشتراطات كما يجب لذهبت تلك التكلفة في مسارها الصحيح … نعود لاشتراطات الفكرة الصحيحة 1- أن لا تتعارض مع القيم الدينية والأخلاقية للمجتمع … فالتعارض هنا يؤدي بالفكرة مهما سطع بريقها وتوهجت احرفها …. حتما في مرحلة ما ووقت ما ستنال منها الأمانة والمسئولية ما يُخل ويزلزل عرشها لتسقط غير مأسوف عليها … ولك ان تتخيل قاعدة البناء تنهار فما ظنكم بالأعمدة الأخرى التي تتكئ عليه 2- أن لا تتسبب تلك الفكر بأي نوع من الأذى للأخر سواء معنوي أو ضرر مادي ملموس … والوصف هنا يلحق بما سبقه 3- ان تُحقق الفكرة منفعة مادية ملموسة … والكفاءة والفاعلية أن تكون منفعة مثالية … وهي ان يمتد خير هذه المنفعة وينتقل للغير …. كل مشروع أو سلوك حتى القول قبل البدء غلفه بتلك الاشتراطات وستضمن بعد توفيق الله نمو متصاعد يُرضي ويسر إيمانا بقوله تعالى (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) البقرة 185 وامتنانا لقوله تعالى (وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ) إبراهيم 34
ونختم بهذا الامتنان الكريم العظيم
الانسان مخلوق مُكرم ومفضل على كثير من خلقه … بل أضاف سبحانه وتعالى أن سخر لهُ كل ما في الكون للاستفادة منها كيفا شاء ( سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا )الجاثية13 واعطاه الحرية والمشيئة لإدارة حياته كيفما شاء ( وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ) الضمير في هو يعود إليك أنت المسئول عن إدارة شئون حياتك والواجهة التي ترغب الذهاب إليها ويدعوك سبحانه وتعالى للعمل الصالح والايجابي بقوله ( فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ) فإن احسنت أحسنت لنفسك وإن اساءت فعليها وما ربك بظلام للعبيد( منْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ) فصلت46 … وكُل ما ترغب فيه تستطيع أن تصل إليه بقدر جهدك وسعيك إليه كما وكيفا (لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ) وهذا السعي سيتضح ( وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ)
إذن كل ما أنت فيه بما يُرضيك وما لا يُرضيك سببه أنت
وهب سبحانه وتعالى كُل أسباب وظروف ما يسعد الفرد ويُرضيه … فإن احسن التعامل مع هذه الهبة الربانية للناس اجمع أحسن لنفسه وإن لم يُحسن فقد اساء لنفسه …. وكل شيء أيا كان نوعه أو حجمه يُحسب لك أو عليك هنا يؤجر وهناك يأثم وما ربك بظلام للعبيد
توكل على الله حق التوكل وخذ بالأسباب التي وهبها سبحانه وتعالى للجميع وستصل لما تُريد …( نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا) الاسراء 20
دمتم مُنعمين بالصحة والسلامة والخير الكثير



