ذوو النفوس الدنيئة… هواة التفتيش في قمامة الناجحين
وفي المشهد… صُنّاع المجد يصعدون القمم، بينما الجرذ يلهث خلف فتات في الظلال
✍️ راضي غربي العنزي – كاتب سعودي
هل تعرف ذلك الكائن العجيب الذي لا يملك من المواهب سوى “النبش كالقوارض”؟
ذاك الذي يعيش على تتبع زلات الناجحين، يلتقط من عرق جباههم نقطة، ومن هفوات أقلامهم فاصلة، ثم يرفعها كأنها غنيمة حرب؟
هذا ليس ناقدًا، ولا مثقفًا، ولا حتى فضوليًا محترمًا…
بل هو مجرد فيروس بشري جرذ، يتسلل بين الناس بخطوات رخوة، يحاول أن يثقب سمعة صُنّاع المجد، وهو في الحقيقة مجرد نقطة صدأ على حديد العمر.
الناجحون يا سادة يُخطئون، نعم…
ولكن أخطاءهم مثل شمس منتصف النهار: تراها واضحة، لكنها لا تحجب نورها عن العالم.
بينما الفيروس البشري الجرذ يتسكع في الظلال، يبحث في الغبار، ثم يقفز فرحًا إذا وجد كسرة جملة ناقصة أو سقطة لسان.
كأنه اكتشف القارة المفقودة!
قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ﴾ [النور: 19].
فكم من هؤلاء يتوهم أن كشف زلة ناجح مجدٍ، وهو لا يدري أنه يفضح نفسه قبل غيره.
وقال النبي ﷺ: “من ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة” (رواه مسلم).
فشتّان بين من يستر، ومن يحفر كالفأر باحثًا عن ثغرة.
أتعلم ما الفرق بين صانع المجد وهذا الجرذ البشري؟
الناجح يُسقط جبلًا فيتعلم منه درسًا، بينما الفيروس البشري الجرذ يُسقط نفسه في حفرة ثم ينادي الناس: “انظروا لقد وجدت زلّة!”، وهو غارق حتى أذنيه في الوحل.
أمثال هؤلاء لا يعيشون إلا إذا علقوا مصّاصاتهم في أعناق الناجحين.
إنهم لا يعرفون البناء ولا الإنجاز، فقط يجيدون التفتيش في قمامة الآخرين…
لكن المفارقة المضحكة أن القمامة التي يلتقطونها غالبًا ما تكون أرقى من كل تاريخهم البائس.
كما قال المثل الشهير: “الشجرة المثمرة وحدها التي تُرمى بالحجارة”.
فالناجحون مستهدفون لأنهم في المقدمة، والجرذان لا تعرف إلا الركض خلفهم.
أيها الفيروس البشري الجرذ… أيها الممسوس بالغيرة، إن بحثك عن زلات الناجحين لا يرفعك، بل يفضح قدرك:
فأنت مجرد هامش هشّ، تعيش على أطراف النصوص، بينما صُنّاع المجد يصنعون المتون.
ولتعلم… الأسد لا يلتفت للذباب.
*الهيئة العامة لتنظيم الاعلام الداخلي 497438
______________________________
Radi1444@hotmail.com