كتاب واصل

فلسفة الطفولة في اليوم الوطني

د.فهد ال دهيس الزهراني 

ابي اليوم أخذت بنصيحتك المبنية على رأي بن رشد كما سمعتك ذات يوم وتقول كما قرأت منه 

أن الأشياء العظيمة يُصيبها الخرس ويعلو الصمت ويسود التأمل  

 قدمت هذا اليوم ورقة بيضاء لمعلمة مادة التعبير تطلب منا تعبير عن الملك عبد العزيز 

وعندما شاهدت الورقة بيضاء تماما اخذتني لمكتب المديرة بهدف ارتفاع مستوى العقاب 

تأملت المديرة ملامحي ويبدو أن العطف والشفقة بلغا المعلمة بالخروج من المكتب 

وسألتني لماذا يا بنتي لم تكتبي ولو سطر واحد يُبعد عنك العقاب ….. 

وكأن نظراتها المحت إليّ بحرية التعبير والاجابة فاستأذنت وجلست …. 

سيدتي وانا في الطريق لمكتبك حاولت البحث عن عُذر يُنجيني من عقابك والصدق لم اجد سوى التعذر بأبي 

وما دخل والدك بفرضك /// سيدتي الصدق لا نعرف عن عبد العزيز سوى القليل في مادة التعبير بالصف الرابع وقليل من رتم اوبريت محمد عبده وطلال مداح رحمه الله 

وذات يوم سمعت والدي يقول القصص العظيمة تحتاج إلى سرد تصويرِ تُرسخ التفاصيل في الذاكرة وتحفظ الملامح  

لما ياسيدتي المديرة لا يتم صناعة مسلسل بمواصفات عالية الجود تحكي لنا قصة الملك عبدالعزيز 

لا تتهربي من الإجابة بسؤال / سيدتي وانا أحوال الكتابة كما طلبت منا مُعلمة مادة التعبير 

لم أجد كلمات تجرؤ بسرد ولو القليل من قصة عبد العزيز 

حاولت ثم عاودت المحاولة وما زالت الكلمات عاجزة …. 

فقبلت عذرها ورفعت الحرج عنها …. وليتكِ معلمتي تُعذريني كما عذرتهم … 

ونكتفي كما قال ابي عن بن رشد ( أن الأشياء العظيمة يُصيبها الخرس ويعلو الصمت ويسود التأمل ) 

نتأمل بالقليل من كتاب التاريخ وصوت محمد عبده وطلال مداح …. 

فوقفت المديرة ودخلت الصف وهي قابضه بيدي … وطلبت من الطالبات والمعلمة التصفيق 

ثم طلبت الإعادة وعلى وجه معلمة مادة التعبير الكثير من علامات الاستفهام والتعجب …. 

هل لديك ابي وسيلة تواصل مع بن رشد لما حدث ما حدث 

إجابته ابنتي حضرت وهي نفسها 

(أن الأشياء العظيمة يُصيبها الخرس ويعلو الصمت ويسود التأمل)

 ويبدو ابنتي أن المديرة وعت ابعاد هذه المقولة …. 

وانا الآخر اعلو بيدي التصفيق لما قمتي به 

قصة عبدالعزيز ابنتي لن يجد مُنصف كلمات مهما بلغت من الرقي والمكانة حق وصفه 

وعندما يُطلب منك التحدث عن عبدالعزيز حق لكِ الاستعانة بمقولة بن رشد 

 أن الأشياء العظيمة يُصيبها الخرس ويعلو الصمت ويسود التأمل …. ولا تهتمي كثيرا لمن يعي هذه المقولة …. ضعيها واستمري إلى ما انتِ ذاهبه إليه     

وكُل عام والوطن العظيم بقيادته الرشيدة بألف خير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى