كتاب واصل

رسل السلام

أ.د. أحمد بن محمد الحسين – رائد كشفي وأكاديمي سعودي

تداعيات هذا المقال حفل تدشين مبادرات برنامج رسل السلام .. النبتة الطيبة التي تجود بثمارها في كل وقت وحين .. توج حفل المبادة برعاية معالي وزير التعليم وحضور ولي عهد دوقية لكسمبورغ وعدد من الشخصيات الوطنية والعالمية الرفيعة في الصندوق الكشفي العالمي.

رسل السلام مبادرة كشفية وطنية ودولية، تتبع جمعية الكشافة العربية السعودية، تهدف إلى نشر ثقافة السلام والحوار، وتعزيز الخدمة المجتمعية التطوعية لدى الشباب والكشافة حول العالم. ينطلق البرنامج من فكرة أن الكشافين هم رسل خيرٍ ومحبة وسلام في مجتمعاتهم، قادرون بنشاطهم وتفاعلهم على تحقيق أثر إيجابي محلياً وعالمياً.  

نشأت فكرة رسل السلام بإرادة ملكية، وبمبادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، وانطلق البرنامج رسمياً من المملكة العربية السعودية، وتبنته جمعية الكشافة العربية السعودية، بالتنسيق مع المنظمات الكشفية العالمية. 

 وبدأ ينفذ على مراحل، محلياً في السعودية أولاً من خلال مبادرات مثل نظافة البيئة، وخدمة الحجاج، وتعزيز الحوار، ثم توسع ليشمل دولاً عدة بمشاركة كشافة وقادة من مختلف الجنسيات، التي تحمل السلام. 

تتبلور أهداف برنامج رسـل السلام في:

 ١- نشر ثقافة السلام والحوار بين الأفراد والفرق الكشفية والمجتمعات المختلفة. 

 ٢- تعزيز العمل التطوعي والكشفي كوسيلة لخدمة المجتمع، من خلال مشاريع تنموية ونفعية. 

 ٣- تنمية مهارات الشباب في المسؤولية الاجتماعية، القيادة، التعايش، الاعتراف بالآخر. 

 ٤- دعم الجمعيات الكشفية الوطنية لتمكينها من تنفيذ مبادرات محلية وعالمية ضمن إطار السلام والتنمية. 

 ٥- إبراز دور المملكة العربية السعودية في نشر قيم السلام عالميًا من خلال دعم المبادرة وتمويلها والمساهمة في الشراكات الدولية. 

أهم الإنجازات

حقق البرنامج عدداً لافتاً من الإنجازات، منها:

 ١- تسجيل مئات ملايين ساعات العمل التطوعي (مثلاً تقرير دولي أشار إلى أكثر من 570 مليون ساعة حتى وقت معين. 

 ٢- انتشار المبادرة في أكثر من 176 دولة حول العالم. ٣- مشاركة ملايين الكشافة والقادة الشباب. 

 ٤- الدعم المالي الكبير من المملكة، على سبيل المثال توقيع اتفاقية تمويل جديدة بقيمة 50 مليون دولار لتعزيز تأثير المبادرة خلال العقد القادم، لتمكين أكثر من 100 مليون كشاف بأن يصبحوا “رسل سلام”. 

 ٥- تنفيذ مشاريع ميدانية عدة: مثل الحفاظ على البيئة، نظافة البيئة، خدمة الحجاج، وتنفيذ مبادرات لتعزيز التعايش وحل النزاعات في بعض الدول. 

 ٦- مبادرات رمزية مثل لوحة رسل السلام الدولية التي تنقل رسالة السلام باللغات والتعبيرات المختلفة في المخيمات الكشفية العالمية، حيث سجلت لوحة يُشار إليها بطول معين من المشاركين. 

التحديات

كما هو حال أي مبادرة كبيرة، يواجه برنامج رسل السلام بعض التحديات، منها:

 ١- التوسع العالمي: تنسيق العمل بين العديد من الدول، الثقافات، الظروف اللوجستية، وتوفير الموارد اللازمة، قد يكون معقداً.

 ٢- الاستدامة المالية: على الرغم من الدعم الكبير، فالحاجة مستمرة لتمويل مستدام لضمان استمرارية المشاريع والمبادرات، خاصة في الدول ذات الإمكانيات المحدودة.

٣- القدرة على قياس الأثر: التأكد من أن المشاريع لا تكون رمزية فقط، بل أن تحقق تغييرات فعلية في الممارسات والسلوكيات الاجتماعية.

 ٤- التحديات الثقافية والاجتماعية: اختلاف الخلفيات الثقافية والدينية بين الدول المشاركة قد يصعب توحيد فكر الرسالة أو طريقة تنفيذها أحياناً.

 ٥- التوعية والإشراك: جذب مزيد من الشباب للمشاركة الفعلية، وضمان معرفة واسعة بالبرنامج وأهدافه، خصوصاً في المناطق النائية أو الأقل خدمة.

النظرة الحالية وآفاق المستقبل

 تم تجديد دعم المملكة العربية السعودية الكريم للمبادرة عبر اتفاقية تمويل بــ 50 مليون دولار لتعزيز تأثير رسل السلام خلال العقد القادم، مع هدف إلهام أكثر من 100 مليون كشاف في 176 دولة للعمل كرسل سلام، وقد كان حفل الأمس لتدشين المبادرات وتأكيد الدعم، وتوسيع فرص المشاركة من الكشافة والقادة الشباب، وتعزيز القدرات والمؤهلات، وتطوير آليات التدريب والتعليم المهني المرتبط بالسلام والحوار.

 والنظر في التطوير الرقمي لتوثيق المشاريع، تسهيل التواصل بين الجمعيات الكشفية المختلفة، ومشاركة التجارب وأفضل الممارسات.

والتركيز على المشاريع التي تتصل بالأولويات العالمية: مثل التنمية المستدامة، حماية البيئة، بناء السلام المحلي، خدمة اللاجئين، والرعاية المجتمعية.

الأهمية المجتمعية والأثر البناء للبرنامج

 ١- يسهم في بناء وعي مجتمعي حول قيم التسامح والتعايش، والحوار بين الحضارات.

 ٢- يعمل على تمكين الشباب، وتحفيزهم للقيام بدور فعّال في مجتمعهم، مما يرسّخ موقف الكشافة كمكون نابض وقيادي اجتماعيًا.

 ٣- يربط بين العمل الكشفي والمبادرات الوطنية والدولية التنموية، مما يجعل تأثيره يتعدى الجانب الرمزي إلى الأثر الميداني الحقيقي.

 ٤- يعزز من مكانة المملكة العربية السعودية في الساحة الدولية كمصدر دعم لمبادرات السلام والتنمية. 

إن كل ماتقدم يعزز دور الكشافة العربية السعودية عبر جمعيتنا الرائدة، وتكاملها مع مؤسسات المجتمع المدني والجامعات السعودية التي تمثل بيوت خبرة في المجالات الثقافية والعمل التطوعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى